في الوقت الذي تعيش فيه الأمَّة الإسلامية سلسلة من أعظم الشعائر الإيمانية، وتستنشق عبير الرحمات الربانية في شهر الحج المحرَّم، وعيد الأضحى الأعظم، وأيام النَّحر الأكبر حيث ترْتَسم الابتسامات من آثار الابتهاجات في وجوه المؤمنين صغارًا وكبارًا فرحةً بالشعائر والمناسبات الدينية والأعياد الإسلامية؛ في هذا الوقت: تحطِّم الميليشيات الحوثية الرافضية وأجندة الإرهاب الصهيونية الحديثة كل الفرحات، وتقتل كل الابتهاجات وتحوِّلها إلى أحزان لا تكاد تنقطع وعويل لا يكاد يفتأ، وتُشعل نارَ الحرب الإجرامية التي باتوا يسعون إليها جاهدين ومنفذين. لقد أفسدت الكهنوتيَّة الحوثية والدموية الفارسية كلّ القيم والثوابت الدينية فاستبدلوا ما دعا إليه شرعُنا الحنيف من الرَّحمة والعطف والإحسان وإعانة المحتاج وتوقير الكبير والعالم والحنو على الصغير، ورعاية اليتيم والأرملة والمسكين، واحترام الدَّم والعرض والمال المعصوم، وترسيخ الأمن والاستقرار والمواطنة الصالحة وتعظيم الشعائر الدينيَّة التي تعظيمها من تقوى القلوب؛ استبدلوا ذلك كلَّه: بقتل الطفل الصغير وهدم بيت اليتيم وتجويع المسكين وقتل القُرَّاء والدعاة إلى الله وإقلاق السَّكينة والأمْن بصبِّ وابل النيران التي لا ترحم على الشيوخ والنساء والآمنين بمنطقة دماج حيث يقتل الأبرياء ليلا ونهارًا وجهارًا بدون مبرِّر وسبب تطبيقًا لمؤامرات ومخططات عدوانية دموية ذات غطاء صهيوني باتت مكشوفةً لدى كثير من النابهين فنزعوا وازع الدين من قلوبهم وباتوا في العراء الأخلاقي والديني والمجتمعي. إنَّ ما يفعله المجرمون الحوثيون بحق الإنسان والمواطن اليمني وأهل السنة بدماج ومن إليهم من حرب همجية وحصار وتجويع وقتل وجرح وتشريد وهدم وإفساد عريض متواصل منذ سنوات لا يفتُرون إلا في فترات لجمع العدَّة والآليات والمقاتلين والعمل على تجفيف ينابيع النُّصرة، ثمَّ يعودون من جديد منتهكين بحق العُزَّل والأبرياء أبشع الجرائم التي تقشعر لها الأبدان ويقف عند حدها كل لسان ليشرع با الحديث عن فضاعتها واستغلال المواسم لنشرها.. لقد عكر الحوثيون بهجة العيد بفوهات بنادقهم ونيران أسلحتهم فأطفئوا البسمة في وجوه الأطفال ورسموا الحزن في وجوه الأمهات والآباء والعلماء وطلاب العلم لقد سعى الحوثيون في قتل الطلاب والقُّراء وسكان المنطقة صغارًا وكبارًا ذكورًا وإناثًا وخصوصًا في أعظم المناسبات وهي أعياد المسلمين ساعين بذلك لتحويلها إلى أتراح وأحزان وما تم في حق المساكين والعُزَّل وفي الوقت الذي يتَّجهُ فيه كثير من المسلمين إلى المنتزهات ومرافق الاستراحة بينما يتوجَّه الأبرياء في دماج إلى المقابر لدفن المظلومين والمنكوبين.. إنها ساعة فاصلة ترتسم ملامحها على جبين رجال القبائل اليمنية بين من يلبي نداء المظلومين المكلومين والمحاصرين وبين من يتقاعس عن دوره ويظل الصمت عنوانه إن دور القبائل يكمن الآن بكسر شوكة المعتدي وتلبية نداء المنادي مالم فإن العار سيلحق بكل رجال القبائل الذين سمعوا الدعوة ولم يلبوا النداء وشاهدت أعينهم الظلم ولم يتحركوا سيكونون بذلك كمن يتقاعس عن حماية داره وأهله بل ودينه وعرضه لقد نغص الحوثيون العيش على ثرى دماج الطاهر وأراقوا فيها الدم الحرام في شهر الله الحرام وبذلك لقد أجمعت الأمَّة الإسلامية المحمَّدية على وجوب وشرعية دفع الصَّائل والباغي على الدين والنفس والعرض بما من شأنه أن يحقن الدم ويحفظ الدين والعرض والمال، ويَرْدَع المجرم وحينها ستضل اللعنات تلاحقهم ايمنا ثقفوا وتلاحق أيضاً من أخرجهم من براثين التسلط والكهنوت وهي رسالة ملطخه بالدماء الطاهرة الزكية والأوجاع المتتالية.. إلى قبائل حاشد التي تعلمنا منها الرجولة والبسالة وإلى قبائل بكيل التي تعلمنا على يدها النصر والمكانة إليكم يا قبائل اليمن جميعاً هل يرضيكم أن يقتل حملة القرءان وسنة النبي العدنان هل يرضيكم أن يقتل العلماء العارفون وطلاب العلم المسالمون جميعكم.. يعي ويدرك دماج ليس لحرب او فتنه بل إما لتعليم الكتاب والسنه ولقد دعتهم الفتنه الحوثيه فلم يتقاعسوا لقوة إيمانهم وصلابة عقيدتهم ولكنهم يطلبون عونكم ومدكم با السلاح لهم فكما قيل بأن دولة وصولة وجولة الباطل ساعه ودولة الحق الى قيام الساعة في هذه الساعة تناديكم الأم الثكلى والرجل الضعيف والطفل العاجز فهل ستكونون الضهر الواقي والجدار الحامي لهؤلاء كونوا كذلك فأنتم أملنا وبكم نفخر ننتظركم في ساحات القتال وميادين فربُّنا جل وعلا يقول: (الشَّهْرُ الحرَامُ بِالشَّهْرِ الحرَامِ وَالحرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا الله وَاعْلَمُوا أَنَّ الله مَعَ المُتَّقِين) ويقول: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا) ويقول (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الحقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌا)، ويقول سبحانه: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ الله عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا الله وَلَوْلَا دَفْعُ الله النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ الله كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ الله مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيز).ٌ والسلام
عمر أحمد عبدالله
إلى القبائل اليمنية :شدوا الرحال فدماج تبكي الآن 1735