من أهم صفات الصالحين هو القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ولعلً أهم صفات العلماء الربانيين الذين يُنتظر منهم أن يقودوا الأمة هو توجه الأمة إلى طريق الخير والهداية، والخشية أمر ملازم للداعي إلى دين الله ولاسيما عند الاختلاف والاضطراب، هي صفة جعلها الله من أخص صفاتهم كم في قوله تعالى: (إنًما يخشى الله من عباده العلماءُ).. ومما لا شك فيه أن المعاصي والابتعاد عن عقيدة الإسلام الصحيحة قولاً وعملاً من أهم الأسباب التي تحدث بسببها الأزمات والنكبات التي حلت وتحل بالمسلمين، يقول الله تعالى: (ما أصابك من حسنةٍ فمن الله وما أصابك من سيئةٍ فمن نفسك), وحري بالمسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة، ومنها عشر ذي الحجة بأمور:
1- التوبة الصادقة:
فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) ويقول: (سابقوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنًة عرضُها كعرض السًماء والأرض) ويقول: (فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله).. لذلك ينبغي على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
2- البعد عن المعاصي:
فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه، فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق م النار فاحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها.. ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل.
فاحرص أخي المسلم على اغتنام هذه الأيام، وأحسن استقبالها قبل أن تفوتك فتندم، عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل أيام الدنيا أيام العشر- يعني عشر ذي الحجة- قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب), يقصد جاهد حتى استشهد.
ومن جملة ما يستحب فعله من العمل الصالح في العشر الأولى من ذي الحجة، الصدقة على المساكين, فهي جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم م قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون), وقال صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال).
عبدالمجيد السامعي
فاستبقوا الخيرات 1396