مشكلة الأمة وعياً تكمن في السطحيين؛ فهؤلاء غالبا ما يغيب عندهم مفهوم "الأولويات", فتجد أمثال هؤلاء يقفون عند ما هو دون المهم، يوم تجد المتعمقين أو المتعقلين يناقشون الأهم؛ فعيب أن يتحدث المعنيون في وزارة الصحة -مثلا - عن مكافحة خطر مرض "الإنفلونزا" في سياق خطر انتشار أوبئة السرطان؛ فهذه الأخيرة تهدد حساسية حياة الإنسانية برمتها في حين أن الأولى لا تهدد سوى حساسية أنفها. وإن ما يدعو إلى الاستفهام أنه كل ما تحل بالأمة اليمنية العظائم الكبار نجد صفاحات الفيس بك والورقية والإلكترونية تفتح عناوين للحديث عن التفاهات الصغار؛ وذلك فعل مدروس بقصد شغل وعي العاطفيين أو الساذجين في التافه من الأمور؛ ليسهل لعظائمها العبور! وقد تعودنا في السياق السياسي اليمني أنه كلما أدلهم الخطر بأمنا اليمن "الكبيرة" يفاجئنا البعض بفتح عناوين تتناول "بنتنا الصغيرة"..
وهذا دائما فعل المتآمرين حرفاً لوعي الساذجين ليغفلوا عن أنات وآهات الساجدين لهذا تجد العاطفيين السذج في وادي الصغيرة يهيمون؛ وآخرون لأجل اغتصاب الكبيرة يتآمرون؛ فأيهما أهم تناولاً زواج الصغيرة أم التفكير كيف نمنع محاولة اغتصاب أمنا (الكبيرة)؟, فمتى نرتقي بوعينا ليكون فوق سقف الحضيرة؟!.
إننا قبل أن نخوض في مشكلات بناتنا أو الزواج المبكر!, لم لا نفكر في المتآمرين على أمنا (اليمن), وأيهما أولى بالتفكير, سن قانون يجرم "زواج الصغيرة" أم سن قانون يخون من يحاول اغتصاب أمنا اليمن؟, أليس فتح مثل هذا موضوع في مثل هذا سياق يدعو إلى الحزن؟, أمن المنطق أن نكفر حالق اللحية ونغض طرفنا عن الساجد للوثن.. ما الذي جرى لأهل الحكمة.. أقصد أهل اليمن؟!.
د.حسن شمسان
أُمُّنا الكبيرة.. أهم من بنتنا الصغيرة! 1245