سبتمبر شهر الثورة.. وعنفوان النصر.. اللحظة التاريخية التي تم فيها التخلص من الحكم الإمامي الكهنوتي.. شهر الثورة التي لم يخطط أربابها الشجعان لما بعد الإطاحة بالكهنوت والتسلط فتجلبب في رداء الجمهورية وكانت النتيجة عاصفة يعيشها البلد ويتوجس منها ويمسك بتلابيبها الداخل والخارج ولا حل كما نريد إلا ما يبرمه المتوجع الحقيقي" الشعب اليمني".. سبتمبر شهر الثورة التي انتشرت معانيها في ربوع اليمن.. سبتمبر نضال شعب تفلت من أغلال قاهره حر فأجفل فيه الظلم والظلَم.. لحظة تحول تاريخي في حياة الشعب اليمني تحرر من حكم العائلة الكهنوتي الى حكم الشعب..
ثمة من يريد اليوم أن ينال من سبتمبر وثورته في الـ26.. ثمة من يسفه من الـ26منسبتمبر تحت مبررات شتى.. وثمة من يلوك لسانه باستمرار لجلد الذات الوطنية والمشاريع الوطنية ويفرغ عليها عجزه تحت دعوى أن أهداف ثورة 26سبتمبر لم تحقق.. ثمة من يتجه نحو العنف ويرفع السلاح في وجه الدولة ويقتل ويشرد الناس من بيوتهم وقراهم تحت هذه الدعوى والتي أخذت تتبدى لاستعادة أملاك بيت حميد الدين ..صحيح أن مُجمل الأهداف لم تحقق ولكن لا يعني ذلك أن نعتذر للطغيان أو نسجد سهواً أو نرتهن لمشاريع خارجية.. إن كان ثمة عيب فيتحمله الحكام المتعاقبون لما بعد ثورة 26سبتمبر 1962م.. فمحاولة النيل من المشاريع الوطنية تحت أي مبرر يعطي فرصة لتقويض جدار الوطن من الداخل.. ويمس هوية شعب.. فإعادة الاعتبار للشهداء والمناضلين الأحرار الذين وهبوا دمائهم رخيصة في سبيل اليمن هو بلورة مشروع الدولة لتحقيق أهداف ثورتهم المجيدة.. المناضلون الأحرار من أبناء الوطن الغالي صنعوا ثورة 26سبتمبر1962م وحرروا الشعب من طغيان حكم العائلة.. فيما فشلت القيادات التي أتت على أنقاض هذه الثورة من تحقيق مشروع الدولة، هذا الفشل الذريع فيه(دخن)خمسون عاما من عمر الثورة لا يتحملها من أشعل الثورة بل يتحملها من فشل في إقامة الدولة.. فإلى الذين يهوون النهش وصب التهم حول ثورة سبتمبر كنت أتمنى أن يُشار إلى المتهم الحقيقي- ناهب ثروات البلاد- ضمن معادلة "عدم تحقيق أهداف سبتمبر" مغفلين الحقيقة والموضوعية.. انتم تسلكون طريق "القطرنة" وشعبنا لن يتجه إلى القطرنة بعد اليوم.. فوجوهكم هي التي يجب أن تصبغ بالفحم الأسود كي يعرفكم الجميع.
أحمد الضحياني
سبتمبر ثورة ضد" القطرنة" 1550