الثورة لا تخطئ أو تفشل إلا في مرحلة متأخرة من مراحلها عند السياسين فإنها تختزل؛ إذ يحيد الأخيرون الفعل الثوري الواقعي على الأرض إلى جدال فكري على ورق، الأول يبني حصونا لأهداف الثورة، والثاني كل طموحاته تحصين القتلة، لهذا غالبا ما يحبذ الفعل الثوري /سنة التدافع/ ولا يؤمن إلا بها أو بسياستها؛ (سياسة النقل والعقل) والتي تدار الحياة أو تبنى وفقا لها .. لكن في المقابل تجد الفكر أو الوعي السياسي (الإسلا علماني) لا يؤمن إلا بسياسة أو /سنة التوافق/ (سياسة العقل المحض) التي تسعى إلى قيادة عقل الإنسانية أو سياسته بعيدا عن سنته التي تتوافق مع فطرته؛ أي دون الرجوع إلى النقل؛ (نقل خالق العقل) الذي (يعلم من خلق).
والخطأ أو الفشل يتضح في الناتج الأخير لكل من الفعل الثوري والتفكير العقلي السياسي؛ إذ الفعل الثوري يبني دولته على الواقع ، والفعل أو العراك السياسي يبني دولته على الراقع. وفي هذا الأخير تتسع الخروق، في حين أن الأول تمتد فيه للثورة عروق (فأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) وما يكون أساساته حبر على ورق يذهب بين الجفاء أو الغرق.
والفعل الثوري اليمني -للأسف- اختزل في لعبة السياسة التي لم تبقي لسنة التدافع شيئا من القداسة؛ بل حرفتها إلى سياسة التوافق وأحيانا يسميها العلمانيون العقلانيون "نجاسة"؛ لهذا كل ما أنتجته سنة التوافق عبر المبادرة من أساسات الدولة ما يزال حبر رهين الورق, فهل مصير تلك الأساسات النهوض والثبات أم الغرق؟.
د.حسن شمسان
الثورة تبني على واقع .. والسياسة حبر على راقع ! 1108