;
محاسن الحواتي
محاسن الحواتي

الإدارة بالفاصوليا 1583

2013-09-13 17:21:06


الإدارة فن, فن لا نجيده نحن اليمنيون, لأن أسلافنا كانوا يديرون البلد بالاجتهاد والظلم والاحتياجات الخاصة ثم العامة, إدارة بالبركة وإدارة بالصميل, حتى من درسوا الإدارة الحديثة ما إن ينزلوا إلى الميدان إلا ويكتشفون أن الدراسة والقوانين والنظريات لا تنطبق على واقع الإدارة في اليمن, مما يضطرهم للعمل بالإدارة بالبركة أو الإدارة بالصميل, أيهما كان مناسباً.
إحدى المدربات تدرب عن( الإدارة بالحب), حب إيه اللي أنتِ جايه تقولي عليه؟, لكي أحبك هذا يعني أنك كرئيس وأنا مرؤوس, قد وفرت لي مقومات العمل, من مكان ملائم, مسمى وظيفي بصلاحيات واضحة, بدخل لا يجعلني أضطر للسرقة, أو في أحسن الأحوال لأخذ رشوة, ويعني أن لي احترامي في العمل وآرائي تجد طريقها للاهتمام والاستفادة منها, وأن الجو العام أو بيئة العمل أكثر تحفيزاً على الإبداع والعطاء بلا توقف.. وأن الفساد في أدنى حدوده وأن الرئيس هو القدوة في الانضباط والعمل واحترام الوقت وتقدير الكفاءات وعدم خلط الأوراق وإعطاء الوعود التي لا تنفذ, ويعني ويعني..
أنتِ في اليمن أيتها المدربة التي تتحدث عن الإدارة بالحب.. الحب مشاعر تلقائية تأتي من الرضى النفسي عندما تشبع الرغبات كتقدير الذات والثقة المتبادلة بين الرئيس والمرؤوس وتوفير الاحتياجات, وغيره.. قبل البحث عن إدارة بالحب علينا أن نبحث في الخلل الإداري وتعريف يمني للإدارة.. ماهي الإدارة؟ وما الفرق بينها وبين الإدارة في بقية أنحاء العالم؟, ولماذا نجح الآخرون في إدارة بلدانهم وفشلنا نحن في إدارة مطعم؟.. لنتعرف على مشكلات الإدارة في بلادنا ومن هو السبب في هذا البؤس الإداري وكيف يمكن أن نستفيد من تجارب الآخرين؟..
وقبل التعلم عن علاقة الإدارة بالحب لا بد من معرفة علاقة الإدارة بالاحترام, ففي علاقات العمل لا يهم كثيراً أن تحبني ولكن الأهم أن تحترمني.. والشيء الآخر في ظل الفساد المالي والإداري, فلا أحد يحب أحداً, فجميع مؤسساتنا الحكومية تعمل بنفس الطواقم القديمة التي ساهمت في الفساد ومازالت وهي ذاتها التي رسخت للنظام الإداري العقيم الذي جعل اليمن في أسفل سافلين إدارياً, وكما يقال فالإدارة قاتلة أهلها..
فمن يريد تدريب الناس (الأجراء مع الحكومة) على الإدارة بالحب أو الإدارة بالفاصوليا, وهي الوجبة التي يشترك فيها معظم سكان اليمن.. عليه أن يعرف أن هناك فجوة بين الرئيس والمرؤوس, هذه الفجوة يقف عليها عدد من الناس, هم حاشية الرئيس وأهل الثقة بالنسبة له وهؤلاء عادة يقررون شكل الإدارة كل يوم وطريقة الإدارة في كل موقف, وأحياناً (تطلع في رؤوسهم) أن لا داعي للإدارة, فوضى, قبيلة, مزاج, على كيفك!.
من يحب عمله وهو راضٍ عنه سوف يحب كل من حوله ويحاول ترسيخ بعض مفاهيم الإدارة, وللأسف قلة من مسئولينا من يجيدون الإدارة وتجد هؤلاء هم الأكثر نجاحاً, يستمعون كثيراً ويكتبون الملاحظات ويتابعون نجاحات الآخرين محلياً ودولياً.. نتمنى أن نتعلم منهم.
أتمنى أن تكون هناك دورات في الإدارة من أجل بناء المؤسسات أو الإدارة لكبح الفساد, الإدارة لبناء القدرات, أو الإدارة بمبدأ التحفيز, الإدارة بالإبداع, الإدارة لخلق موظفين إداريين جيدين أكفاء أو الإدارة لإيجاد بيئة عمل ملائمة أو.. إلخ.
أخيراً لا حب في الإدارة. ولكن هناك مصالح, لكي تتحقق لا بد من نفاق ومجاملات (وشيلني أشيلك).

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد