للمشاعر والأحاسيس دور مساهم في صناعة قناعاتنا تجاه الأشخاص والأشياء، ولكنها ليست المساهم الأوحد، فالعقل البشري مساهمته في صناعة القناعات لدينا أصل محوري يجب أن نعيه في مختلف الظروف والأوقات والأحوال.. قناعاتنا يجب أن يصنعها العقل وتتوقف على فهمن ووعينا تجاه الأشخاص والأشياء، ويجب ان تضبط مشاعرنا وأحاسيسنا بانارات العقل لأنه المصباح الذي يضيء عتمة الإحساس النابع من خيال المشاعر المدوي في أصداح الطوباوية.. مشاعرنا والمشاعر بشكل عام تساعدنا للهروب من مواجهة الحقيقة، قد تهرب أو تفشل في صناعة موقف يتعلق بك شخصيا نتيجة للخوف من مواجهة الحقيقة تحت اسم (المشاعر). وفي ذلك تصبح المشاعر قاتل لمنطق العقل الذي يقتضي الفهم لمعاني علاقة الأشياء وعلاقة الأشخاص والجماعات الأخرى التي قد تكون عامل يساعدنا للتخلص من الوهم الذي نعيشه.. لا اخفي عليكم أن معركتنا مع أنفسنا معركة مشاعر.. ومع مشاعرنا الخداعة نقتل سرورنا وسعادتنا التي قد نحصل عليها من المشاعر الواعية المنضبطة بانارات العقل وفهم الواقع.. فقناعاتنا عندما نتركها للمشاعر والأحاسيس لتصنعها بمفردها عندها قد غيبنا العمليات التي يقوم بها العقل من الوعي والإدراك والتعلم، وعندها قد تخونك مشاعرك في مواقف كثيرة تتعلق بك شخصيا!!! هنا لا الوم المشاعر بشكلها العام وانما مشاعر الطوباوية التي تحصرنا في الوهم..
ان سلبية المشاعر (خيانة) وقضية نتبرأ منها عندما يتعلق الأمر بك شخصياً، ومرارة قد لا نحس بآلامها الا في المستقبل.. عندما نعود لقراءة مشاعرك من جديد.. وصيحة مدوية لا يسعها كيانك الواعي حينما تعود إلى ذاكرة المشاعر..: فصعب على من حُرم طعم المشاعر الواعية فترة من الوقت إرسال مشاعر مماثلة تجاه الأطراف الأخرى. فالمشاعر الواعية التي يجب ان تسكن دواتنا وتتعود عليها واعيتنا لأنها تقتضي الاتصال الحقيقي بالعالم الخارجي.. وهي من مكونات(العقل الواعي) والتي تجعلنا نعزز إمكانية وصوابية ورضى النجاح.. فوعي مشاعرنا يتوقف على نظرتنا تجاه الأشخاص والأشياء، فكلما كانت نظرتنا تجاه الأشخاص صحيحة وواقعية، كلما كان وعي مشاعرنا أقوى و أصوب والعكس صحيح.. فمأساة قرار المشاعر حينما يكون خارج سيطرتنا ورضانا..
أحمد الضحياني
سلبية المشاعر 1645