إن المتأمل في خانة البحث الموجود أعلى صفحة الفيسبوك بمجرد أن يكتب كلمة (الشيخ) سيتضح له كم أن هذه الصفة محبوبة خصوصاً في أوساط المفسبكين اليمنيين!, ربما لأن صفة الشيخ في بلادنا تعني (العِز، الهنجمة، البطش، الوجاهة، البهررة..) الخ من المحفزات للحياة المريحة والمًربحة!..
ولأننا في اليمن (بلاد القبائل، دولة المشايخ) لا بد من شيخ وعمامة ومرافقين وحركات!, وبطبيعة الحال فاليمني إذا اقترن اسمه بشيخ ستجده بجناحي (فشره) فالشيخ فلان والشيخة علانه بنت الشيخ لا يًرد لهما كلمة وأحكامهم على أنف الكبير والصغير عادلة كانت أم جائرة, ولأننا أعتدنا على ذلك بأرض الواقع وجدناه في عالم الزيف (فيسبوك), فالشيخ (س) يعلّق بأحد المنشورات (أنت مش أدرى مني أنا الشيخ ابن الشيخ)!, وكلنا عارفين أن أغلب مشايخنا إن لم يكن الجميع لم يكملوا حتى الثانوية العامة..
ماذا لو لم يكن في اليمن مشيخة, هل سيكون هناك ملفات في ردحات المحاكم عفا عليها التراب والزمن كملف الجعاشن مثلاً, أو هل سنسمع أن هناك الشيخ طفاح يبتز ويسرق ويسجن دون رقيب أو عتيد؟!, لماذا لا يرى مشايخنا غيرهم بعين مجردة من النخيط, أم أن البقية هم أبناء جارية، (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)؟.. لماذا لا يتحسسون أوجاع البقية بعيداً عن السلاح ولهجة الثأر وبعيداً عن اللهف والبهررة؟!.
لن تصح دولتنا وهناك مشيخة تزيد الشعب قهراً وجوعاً، ولا بد من المساواة العادلة، حتى في صفحات الفيسبوك لا بد من إلغاء الفروق القبلية, فكلنا يمنيون وعلى أرض واحدة تستحق منا تغليب مصلحتها الوطنية على المصلحة القبلية.
أحلام المقالح
دولة المشايخ 1433