من منطلق الحياد الذي يجب أن نتعايش على أساسه وجب علينا أن نترك المزايدات خلف ضهورنا أياً كان نوعها؛ إن سياسية أو دينيه أو عاطفيه وعلينا أن نكون صريحين لنكسب رضا الله قبل إرضاء الشعوب فالمزايدات التي أصبحت تذاع هنا وهناك لتكوين جماعات و أحزاب وقوى ترتكز على ايدلوجية المطالبة بالأحقية لها وعدالتها إن وصلت إلى سدة الحكم ليست سوى محطات لنشر الفتنه والفوضى والاقتتال الدائم بين كافة شرائح المجتمع..
قصة الحمار هي قصة عجيبة وغريبه تناسب الواقع الذي نعيشه اليوم جنباً إلى جنب جماعة الحوثي التي ظاهرها الشعارات وباطنها القتل والتشريد بعكس ما تدعيه في مضمون شعاراتها التي تأسر القلوب الضعيفة كشعار الموت لأمريكا وإسرائيل تارة والنداء بمظلومية أهل البيت تارةً أخرى فهم يظهرون خلاف ما يبطنون وإلا كيف يروق لهم ان يريقوا قطرة دم امرئ أياً كانت خلفيته العقدية وتصوراته الفكرية.
يحكى أن هناك رجلين يعيشان متجاورين جنباً إلى جنب امتلك احدهما حماراً ليسهل به قضاء حاجياته فجاءه جاره الأخر يستعير منه الحمار لحاجته إليه فقال صاحب الحمار((الحمار غير موجود)) فاقتنع جاره وهم بالخروج وحينها رفع الحمار صوته بالنهيق فقال الجار المستعير أليس هذا صوت الحمار؟ فرد عليه صاحب الحمار :تكذبني وتصدق الحمار .فما كان من الجار إلا أن خرج محملاً بالخيبة والدهشة التي تنتاب اليمنيين اليوم من شعارات الحوثي وأعمالهم المنافي’ لشعاراتهم
وقد يلفت أنظارنا كثيراً ما تقوم به جماعة الحوثي إذ انه لا يوجد استغلال للشعوب باسم الدين كما يوجد عند هذه الجماعة ومثيلاتها ممن اعتنقوا منهج التشيع الإيراني الاثني عشري إن في العراق أو لبنان أو البحرين وغيرها ومما زاد الطين بله هو ما تقوم به الجماعات الشيعية في المنطقة ومنها جماعة الحوثي في اليمن برفع شعارات العداء لليهود والأمريكان وإسرائيل حينما وجدوا أهل السنه والجماعة مستعدون وعلى أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ وفي أي ارض وفي أي وقت فأراد الشيعة أن يكون لهم موطئ قدم في هذا المشروع الجهادي الذي يؤلب قلوب الأمه حينما يسمعون منادي الجهاد فصنعوا للأمه في الجنوب اللبناني المجاهد المغوار وصلاح الدين الشيعي لزمانه كما يعتقدون والمتمثل في حسن نصرالله الذي خاض حرباً مشبوهة انتهت حد زعمهم باستعادة الحزب للأرض التي كانت تحتلها إسرائيل في لبنان وإبان الحرب تربع السيد حسن نصرالله على كرسي عرشه والمتمثلة بالسيطرة على جنوب لبنان بحجة قتال العدو الإسرائيلي واستهداف أهل السنه في الجنوب وبيروت وغيرها وكذلك اجتاحت موجه من الاغتيالات لبنان بعد ظهور صلاح الدين الشيعي بجنوب لبنان ليس هذا فحسب بل إنك عندما تأتي وتتحدث مع احدهم سرعان ما يوجه لك التهم بأنك عميل لأمريكا وإسرائيل واليهود وكأنه لم يوجد من يقف بوجه اليهود سوى الشيعة ولو كانوا صادقين فعليهم أن يسردوا للأمه سلسلة انتصاراتهم عبر حقبة التاريخ التي مضت
نأتي إلى اليمن لنسلط الضوء على إحدى جماعاتهم التي تسعى لنفس الدور المذكور أنفاً وهي جماعة السيد عبدالملك الحوثي كما يسمونه ومن قبله أخيه الأكبر حسين ووالده بدر الدين ليس لهم في هذا الحشد سوى تأثرهم بالثورة الإسلامية في إُيران ومن منطلق ذلك التأثر كان مالم يكن في الحسبان إذ انه لا يعني منهجاً راسخاً وقيماً نبيله وإنما استنساخ لأحدث جرت تظهر شيئاً من ملامح الانتصار للإسلام ليس بوجهه الصحيح وإنما بوجه أخر
فبعيداً عن المزايدات نأتي إلى ارض الواقع لنلقي نضرةً سريعة على جماعة الحوثي وبدون مزايدات والله يشهد بذلك إذا أردت أخي الكريم أن تعرف الحوثي فستجد شعاراً يحمله إما شعار الموت لأمريكا واللعنة على اليهود أو شعاراً دينياً للمولد النبوي أو إحدى مظالم بعض أهل البيت عليهم السلام وليس كلهم فستجد علي بن أبي طالب وابنيه الحسن والحسين وأمهما فاطمه عليهم السلام ولن تجد في قاموسهم حمزه عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي استشهد أيضا وكذلك العباس رضي الله عنهم أجمعين وانتقائهم إنما يدل على أن القوم كثيري التدين حد عملهم وأفكارهم ولهم الحق في ذلك الاعتقاد لا ينازعهم فيه احد وما دور الطرف الآخر سوى تبيين الضلال الواقع والمستشري في أوساطهم ورد الزيف الذي يتغنى به البعض منهم أما إذا جئنا لننضر في الاتجاه الأخر سترى العكس تماماً بل واكثر ستجد انهم سيطروا على محافظة صعده تحت وطأة التعذيب والترهيب وقوة السلاح نتج عن ذلك القتل والتشريد وإهلاك للحرث والنسل وكذلك محافظة حجه التي قتل فيها الرجال والنساء والأطفال على حدِ سواء في منطقة كشر ومن قبلها مستبأ وكذلك محافظة عمران والجوف ومناطق عده ومن ابرزها دماج التي حوصرت لشهور تحت عصبية وصلف وتعنت السلاح حينها استعرت حروب آثمة بفعل أيديهم الظالمة فما هو المبرر لهم أن يريقوا الدم الحرام فضلاً عن قصفهم بالمدفعية الثقيلة لدار الحديث دماج العام الماضي والحالي بالمدفعية الثقيلة والحصار الظالم الذي راح ضحيته الكثير ما بين قتيل ومئات الجرحى وإلحاق أضراراً كبيره بمحيط الدار ومن هنا لوجه الله نقول هل هناك سابقة لهذه الجماعة في استهداف أمريكي أو إسرائيلي بل لا يمكن على الإطلاق وإنما علاقتهم بالسفير الأمريكي في صنعاء وثيقة ومتينة ودخولهم في الحوار خير شاهد على كذب وزيف شعاراتهم فالشرخ الذي يسعون لإيجاده بين الجسد المسلم اصبح مفضوح وعلينا أن نكون حذرين ويقضين لمثل هذه المشاريع الفتاكة فالحوثيون اليوم يستعرون تحت نارين نار الوحدة والانخراط في بناء الدولة ومؤسساتها على أسس علمية حديثة وبتكاتف الشرفاء والقوى الثورية وغيرها ونار هيكلة الجيش اليمني وقواته المسلحة التي سوف يكون من أولويات عملها الوقوف في وجه أي مشروع يخطط له الحوثيون وغيرهم من أصحاب الأطماع الفارسية على ارض العرب خلال الفترة التالية فعزيمة شباب الثورة مضت وإلى الأمام في بناء اليمن الجديد وحفض امنه واستقراره والسهر من اجل فجره الباسم وغده المشرق ولا يمكن أبداً لتلك العجلة أن تعود إلى الورى
فتحت عباءة شعاراتهم الرنانة قتل المسلمون في اليمن ولبنان وسوريا التي تعاني من ظلمهم ليلا ونهارا وكذلك العراق والأحواز كل هذا يتم تحت مضلة المقاومة والممانعة وما دخول حزب الله على خط المواجهة على الساحة السورية في الأثناء إلا خير دليل على مقاومتهم وممانعتهم لأهل السنة والجماعة فقط وليس غيرهم.. والسلام..
عمر أحمد عبدالله
خدعوك فقالوا: الموت لأمريكا 1323