لست مع النظام السوري فيما يحدث.. وأرفض هذا القتل الرخيص للشعب السوري الأبي, وهذه العبثية في قمع انتفاضة شعب كان يريد التغيير واليوم يريد الخلاص ولا غيره.. أنا ومن فرط استيائي لم أعد أتابع القتل ومشاهد الدماء وانتهاك الآدمية وحقوقها منذ فترة, ولكن عدت لمتابعة الأخبار بعد تصريحات بعض قادة الدول العظمى بأنهم وبعون الله سوف يدرسون إمكانية تسديد ضربة لسوريا.. وبالذات أمريكا الأكثر حماساً, والتي لا تواجه, بل تضرب من السماء وتهرب, بحجة أن النظام السوري أستخدم الأسلحة الكيميائية أو المحرمة دولياً ضد المدنيين وأن هذا النظام خطر على تركيا ولبنان والأردن, ولم يذكر أنه خطر على إسرائيل!.
النظام السوري أمعن في القتل ومازال يحكم على جثث النساء والأطفال وكأنه في حالة عدم وعي تام؛ إذ لا حل إلا القتل وكأن السلام من رأس البندقية.. النظام السوري قاد نفسه إلى محرقة حقيقية ومازال يمضي باتجاه الجحيم.. وجاء من يرسم على خارطة النار والموت أهدافه وهذا نتيجة لغباء سياسي عربي.. إنك تهرول نحو الهاوية وتترك الفرصة لأعدائك للقضاء على بلد كسوريا.. أن يغرك الغرور بأن روسيا والصين وجهات أخرى معك, إذن فلتواصل القمع والقتل حتى يتوب الشعب ويعود إلى ما كان عليه..
لكنها الفرصة التي اغتنمتها أمريكا كما فعلت مع العراق.. جعلت تقرير المفتشين الدوليين ذريعةً واحتلت العراق.. نفس المفتشين وبنفس طريقة التفتيش يوهمون العالم أن سوريا لديها أسلحة محرمة دولياً كما كان للعراق سلاحها النووي!.
من سذاجة العرب أنهم يصدقون الغرب في كل شيء ومن قلة وعيهم بالمخاطر والعواقب لا يحلون قضاياهم و(عادها صغيرة), بل يتركونها حتى تتضخم, بحجة عدم التدخل في شؤون بعضهم حتى تتدخل أمريكا والدول الكبرى وتسحق كرامتهم وإنسانيتهم..
ها هي الجامعة العربية تجتمع, وليتها لا تجتمع, وتغلق أبوابها إلى الأبد لأنها لا تقدم ولا تؤخر وأوباما يصرح أنه مستعد لتوجيه ضربة لسوريا, فقط لم يحدد متى.. ما هذا الاستهتار بالبشر, بالسيادة الترابية, بالكرامة الإنسانية؟.. أيكون نظام الأسد وضرباته, كلهم, على الشعب السوري؟, لصالح من؟, ومن المستفيد؟..
إنها إسرائيل وحدها التي ستضحك على مشاهد مسرحية (العرب والتدخل الأمريكي), ستكسب من انهيار الجميع أمامها.
إن أوباما لم يحسب العواقب جيداً.. إنه سيخلق بلداً أكثر دماراً وأكثر بؤساً وأكثر حقداً على أمريكا وعلى نظام الأسد, وسوف يتنامى شعوره بالكراهية تجاه أمريكا ورغبة الانتقام, وستفقد أمريكا آخر رصيد لها في المنطقة, وستتنامى الحركات الإرهابية التي ستنال من مصالح أمريكا.. وأخيراً إسرائيل ستطالها نيران الحرب ولن تأمن.
محاسن الحواتي
أوباما لا يدرك العواقب!! 1425