;
عمر أحمد عبدالله
عمر أحمد عبدالله

مصر بين عودة الشرعية أو الجحيم!! 1571

2013-08-15 17:14:15


لاشك أن منظومة الحكم الحالية في مصر كانت وحتى لحظاتها الأخيرة من محاولة فض الاعتصامات الفاشلة تحمل في مضمون أيدولوجيتها الحاكمة أن فض الاعتصامات من الممكن أن يحدث وتحدث معه أحداث سرعان ما تهدأ وتعود أدراجها, ولكن الاحتقان الجاري الآن في منحدر ضفاف نهر النيل لم يكن في متخيل أولئك الغوغاء الذين أشرفوا على الانقلاب منذ لحظاته الأولى, فالسيسي الآن يعيش وضعاً لا يحسد عليه ولن يكون هو شخصياً بمنجاة مما حصل من مجازر أشرف عليها بنفسه وقاد مصر وشعبها إلى المجهول, يؤيده في ذلك الغرب وإسرائيل ودول الخليج النفطي وبعض المتأسلفين الذين لا يعرفون السياسة أصلاً للأسف, ولكن القوه والضخامة المتمثلة بنزول الشيخين محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب إلى ميدان مصطفى محمود بعد محاولة فض ميدان النهضة أرعبت ومعهما شعب مصر العظيم وبعد أن شوهدت صور تحاكي مدى حقيقة الانقلابيين ودمويتهم الساقطة في فحول سلمية المصريين في جميع الميادين ويتخيل الانقلابيون أنهم في مأمن مما اقترفته أيديهم, بل هم ليسوا كذلك من أول قطرة دم مصري أريقت قبل مشروع مجازر فض الاعتصامات التي أغرقت مصر في بحار من الدماء ولقد كانت المؤامرة منذ الوهلة الأولى التي استلم فيها السيد الرئيس محمد مرسي السلطة في مصر بطرق عديدة وأشكال عدائية اشرف عليها المجلس العسكري ومولها الخليج فقد حاول الانقلابيون بخططهم الواهية إضعاف سلطة الرئيس وتصويرها على أنها شكل من أشكال الرعب المخيف والاحتكار الضيق, مع أن هذا الأمر غير وارد إطلاقاً والتاريخ يشهد بذلك ولكن الجدار الإسرائيلي دق ناقوس الخطر ف انتبه له السيسي ومن يسيرون خلف لواه الخائن فأسسوا حركة تمرد بزيها المدني وهي في الأساس تنظيم عسكري يسعى لمحاولة النيل من حاكمية الرئيس مرسي وشرعيته التي اختارها الملايين من أحرار مصر بحرية كاملة لا إرغام من الإمارات والسعودية ولا إملاء من احد, فقد أسست مصر بعد ثورة 25يناير أسس واثقة للديموقراطية فانقلب عليها أعداء مصر أمام العالم وارتكبت المجازر مما يفتح المجال واسعاً أمام الإسلاميين لسلوك الطريق الآخر الذي تركوه منذ زمن وهم أهل له ولكنهم ارتضوا الخيار الديموقراطي مع انه لا درب يوصل غيره وهي معادله يجب أن يفهمها العالم (السلاح).. لو استطاع الانقلابيون أن يمرروا مشروعهم على ذلك الكم الهائل والبحر السائل من الدماء وللمفارقات العجيبة.. أين شهداء ثورة 30يونيو المزعومة والمغطاة بلباس الجيش والمدعومة بأموال وإعلام الخليج ولا احد يستطيع المؤامرة المفضوحة يا رجاله, سيما قطع الكهرباء المنضم وإرباك المواطنين عن طريق الوقود والمواد الاستهلاكية التي أمسك بزمامها المجلس العسكري بقوة سلطته وبلطجته وإيهام المواطنين أن رئيس مصر تغير.. ما هذه الديموقراطية التي يتحدث بها أناس ليسوا مؤهلين إلى أن يمارسوها على الأرض ولماذا نرتضي الخيار الديموقراطي طالما انه لا يفيد مع من لا يتقيدون به وحتى لو اني مع منهم ضد الرئيس مرسي يجب أن ننطق بالحقيقة ولي رأيي الشخصي, بل واعتز به ولكن أن اركب الموجة بعد المخالفين فلن تكون الأمور على طبيعتها ونحن نسعى لنكسر شوكة الآخر ونحارب الحريات ونذبح الديموقراطية ويمولنا آخرون لنعمل في أوطاننا ما يريدون.
إن عودة الشرعية في مصر اتفق عليه شعب مصر في مقابل جيش مصر وهنا يقف الحق للشعب في اختيار من يحكمه وتنحية للمؤسسة العسكرية عن دوامة الصراع الذي اغرق دولاً مجاوره في بحور من الدماء ومئات الآلاف من الشهداء وتدمير أوطان بكاملها ففي مصر تحول الجيش من راعي لشرعية منتخبة إلى متآمر مع شرذمة أبت على نفسها إلا الخراب والدمار والسير وراء المخططات الخارجية التي باتت مكشوفه للغبي والنبيه وللحليم والسفيه كيف ووزير دفاع الكيان الصهيوني يدعو أحرار العالم للوقوف بجانب السيسي والبرادعي..(لقد هزلت).
إن مصر اليوم وبعد ما جرى في الأمس من إزهاق للنفس المحرمة وسفك للدماء لن تعود ولن تستقر كما أرادها الانقلابيون, بل ستكون وبالاً عليهم ولن تقف أمامهم لتنطفئ, بل ستحرقهم وستخترق حصونهم وستكويهم نيران أشعلتها أيديهم ولن تستقر مصر مهما اعلن من حالة للطوارئ وغيرها وقد أصبحت المعركة اليوم بين الجيش الغاصب للسلطة والشرعية والشعب الذي جاء بها لتكون له بردا وسلاماً فسعى الانقلابيون إلى تحويلها ناراً تحترق ورماداً يتطاير في اعيين الناس ومن يعتقد نجاح خطة الانقلابيين فهو واهم يبني أفكاره واعتقاداته على بنيان ركيك لا يعتمد على ادنى معالم الدليل المشاهدة على الساحة المصرية فمن هم ولازالوا في ميادين مصر هم إنتاج قرآني تربى على الرجولة والعز والكرامة وعدم التراجع ودفع الغالي والثمين في سبيل ذلك ويتوهم أي شخص انهم غير ذلك ويعتقد الانقلابيون انهم سيفضون اعتصام لفنانين ومغنين ورقاصين سرعان ما يخافون وهم في اعتقادهم مخطئون, فمصر بين خيارين أحلاهما مر بالنسبة للإنقلابيين: عودة الشرعية أو الجحيم.. والسلام.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد