لا أحد ينكر أن السلطة كانت بيد حفنة أو شلة من المسيطرين الذين استحوذوا على كل شيء في اليمن وبطريقة "هبلة" تقاسموا كل شيء حتى الثروات، الآثار، الجبال، الأرض حتى الهواء كلٍ له نصيب منه!! وللشعب الفتات.. شلة كانت لها روح متوحشة لامتلاك الأشياء ولإخضاع الناس والنيل منهم إذا ما رفضوا، ليس لأنهم الأذكى على مستوى اليمن، أو الأكثر تعليماً وفهماً أو الأعز نفرا أو أنهم مميزين ببسطة في العم أو الجسم.. لا.. فقط لأنهم ومنذ عقود نشأوا على هكذا أسلوب أخذ مال الشعب اليتيم وإفقاره ومنعه من التعلم وإذا ما تعلم يتم احتقاره ومحاربته وإذا سافر وهاجر يتم تسليط الجهلة من المخربين لإنهاكه في الغربة بمعنى أنهم قاموا بعمليات يصعب نعتها أو حتى وصفها فقط تتدرج ضمن الجرائم الجسيمة بحق الشعب لا غيره..
هذه الشلة التي قامت الثورة ضدها، حلزونية ولها قدرة على التكيف مع الثورة وضد الثورة في نفس الوقت لذلك رغم تضحيات الشهداء والجرحى عادت الكثير من عناصر الشلة، الفاشلة في الحكومة وفي الحوار أما في البرلمان الممدد فهي باقية كالسرطان.. هذه الشلة، التي لن ترحل إلا بأمر الله هي التي أنهكت الشعب وكان للمواطن في المحافظات الجنوبية نصيب الأسد من الإنهاك والتعب وقد صدم المواطن هناك بحجم الفساد وبتعدد أنواعه وأساليبه كما صدم بعدم احترام حقوق الإنسان والمواطنة؛ إذ يلحق به الأذى داخل بيته ولا منصف ولا عدالة، لأن من يفترض أنهم حماة الحقوق ومنفذو القانون صاروا شركاء الجرائم!!
لا جديد إذا ما قلنا أن المواطن في المحافظات الجنوبية كان ضحية "عدم الأخلاق وانعدام الضمير" من قبل الشلة المتنفذة، لذلك أنعكس كل ذلك على الوحدة التي كانت حلماً ولم يتحقق بالشكل السليم.. هدف نبيل قتل مبكراً.. وما كان لهؤلاء الصغار أن يكبروا ويتعلقوا لولا الجهل والخوف وعدم القدرة على رد المظالم والانتصار للقانون والعدالة، إضافة إلى الفقر الذي مازال متفشياً.. كما قلت نصيب المواطن في الجنوب كان أكبر وأكثر إيلاماً وأشد مضاضة، لكن هل كان المواطن في الشمال سعيداً وهانئاً، متاح له ممارسة حقوقه المختلفة؟ هل المواطن في الشمال كان بعيداً عن أذاهم وبطشهم؟ يكفي أن الشلة الفاسدة أنها عمقت إحساس الناس بالدونية، لأنهم من المنطقة (س) أو القبيلة (ص) أو المهنة تلك أو... إلخ.
كما يكفي أنها أي الشلة "دعست" بتقرير الذات وحولت المواطن إلى إمعة، تابع ومرافق جاهل!! تعاملت فقط مع مجموعة بعينها نساء ورجال، بيوت وقبائل قابلون للتكيف أو مضطرين والبقية تم تهميشهم، إقصاؤهم محاربتهم..
إن ملف الجرائم في المحافظات الشمالية مثقل جداً من يفتح بعد.. لذا سئم الشماليون المظالم أيضاً، فالمبعوث الأممي جمال بن عمر قالها (لقد سئم الجنوبون المظالم..) وكان الأحرى أن يقول لقد سئم اليمنيون المظالم لأن الظالم واحد هو شلة الفساد" التي أمعنت في الظلم وتركت جروحاً عميقة ـ جنوباً وشمالاً..
إن اعتذاراً واحداً للجنوب لا يكفي وإنصافاً لكل المظالم أو المظلومين هو الحل وإبعاد الفاسدين عن السلطة والثروة ومحاكمتهم هو السبيل إلى تهدئة الحالة وبناء يمن جديد يحتوي الجميع.
محاسن الحواتي
الشماليون سئموا المظالم أيضاً.. 1259