هناك من يتعمد إقصائك لمجرد أنك أنت.. فقط وكلما خرجت من دائرة الوعي بالذات إلى دائرة الوعي بالمحيط وحققت تقدماً في سبيل رسالتك حتى وان كان هذا التقدم تحسبه في الهامش.. هناك أيضا من يلقي العيوب والأباطيل.. ويكيل التهم ويثير الشكوك حول شخصك لمجرد انك لم توافقه في رأي معين لقضية ما بعد نقاش مطول.. ثمة عاجزين دائما يقفون في طريقك.. ينالون من نجاحك بطرق شتى.. لكن ثقتك بنفسك تتجاوز مهزلة ذوي الواعية والإحساس السلبي قد سخر الزمن منهم جراء وقوفهم للنيل من إنجازات الآخرين.. وعلى الضفة الأخرى يقف المتعمدون غض الطرف لما تقوم به لمجرد انك لم تتقوقع ولم تتموقع وفقاً لرغباتهم.. في بيئة مجتمعية مثل هذه قد يغدوا ما تقوم به أشبه بحراثة ارض جدباء مر عليه زمن لم يشقها فأس.. إنها الثقافة التقليدية القائمة على العادات والتقاليد المتوارثة ألقت بجماحها فصنعت كيانات استهلاكية تهوى القعود والجمود والثرثرة.. وعليها تنمو رغبات واهتمامات سلبية في الواعية المجتمعية تتصيد كل إنجاز لم تألفه وأعيتها ولم تعرف (باصرتها)..العجول تدير العقول هو أمر معقد اُبتلي به اليمنيين في المؤسسات الدنيا والعليا في القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني.. كما انه أمرا يقودنا مرة أخرى إلى وضعية الهامش، والخروج من هذا الأمر المعقد لا بد للعقول أن تقود العجول.. كي يتسنى لنا الذهاب إلى المستقبل برؤية واضحة.. ونتمكن أن نتعامل مع مشاكلنا المحيطة بصدق وواقعية وبطريقة شفافة وواضحة.. وأنا اكتب هذا المقال ألفت نظر القارئ إلى عدم وضع وجهة نظري هذه في خانة ( التفسير التآمري)الذي اعتاد عليه البعض في مواجهة الواقع والهروب من مواجهة ما يحدث، الأمر الثاني خروجي عن قاعدة الصمت وفلسفة الغموض التي باتت ماركة مسجلة تحكم العديد من القضايا في مجتمعنا اليمني، واعتيادها نحو الأشياء والأشخاص والمؤسسات في طرح القضايا ومناقشتها، هو أمرا أيضا لا يروق للكثير ممن تعودوا الصمت والقبول بالغموض في التعامل مع كل ما يحدث في اليمن.. وقد يعتبرون الخروج عن هذه القاعدة شطط وشطحات، لكنها ليست كذلك.. فما أنهك اليمن أرضا وإنسانا إلا جراء هذا الغموض والصمت الذي (خيم)علينا فترة من الزمن.. فطرح القضايا ومناقشتها بصوت عالي وجعلها في متناول الجميع والحرص على إشراك المجتمع والتعامل بمصداقية وشفافية هو وعي جديد يجب أن يترسخ في أذهاننا.. فعند تدشين خيمة الحوار في مدينة قعطبة، ثمة أشياء كثيرة لفتت انتباهي وأثارت تساؤلات العديد من الحاضرين، الأمر الأول ما زال مدير الجمعية المشرف على خيمة الحوار يتعامل بسلوك مشين وغير حضاري وكأنه ليس في قاعة حوار.. الأمر الثاني برنامج عمل الخيمة اقتصر على استدعاء الجانب الرسمي وهذا يذكرني بالمثل الدارج (قالوا من الذي تفرح للعروسة قالوا أمها) وكأن الحوار مقتصر على الجانب الرسمي(المكاتب التنفيذية بالمحافظة) فلو بمقدور هؤلاء تحمل المسئولية وتقديم حلول ناجعة للمشكلات التي تعانيها المحافظة لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من الانفلات الأمني وكارثة التلوث والفقر والبطالة.. وفي تجاهل غير مبرر لدور الشباب والنساء والأكاديميين والمثقفين في هذه المحافظة.. يعني يجب توسيع دائرة مناقشة المشكلات والاحتياجات من قبل الجميع.. وإلا ماذا يعني أن تحاور؟.
أحمد الضحياني
العجول تدير العقول!!! 1652