بانتهاء امتحانات المراحل الدراسية النهائية المختلفة.. انتهت رسمياً فترة استضافة وزارة التربية والتعليم ومؤسساتها التعليمية المتعددة.. لمجاميع غفيرة.. من التلاميذ والطلاب من الجنسين.
وعندها توقفت أجراس المدارس عن رنينها المعتاد.. ولف الصمت وساد الهدوء أرجاء غرف الدراسة وجوانب مبانيها الإسمنتية..
وهاهي الأيام تعاود وتمارس دورتها الطبيعية.. فقد انطوت أيام الدراسة سريعاً وأغلقت المؤسسات التعليمية أبوابها وحلت وأقبلت العطلة الصيفية باسطة ذراعيها حاملة في طياتها مقادير هائلة من الفراغ الرهيب الذي يلف المكان والزمان والأجواء في ظل أيام الصيف الطويلة المملة والخانقة.
وبانتهاء استضافة وزارة التربية والتعليم تدشن فترة زمنية بطول أيام العطلة الصيفية المملة إلى حد بعيد والتي أبرز سماتها الثالوث الرهيب المتجسد بالفراغ الشامل والقاتل والضياع المدمر والتسكع السقيم.
تدشن موسم استقبال الشوارع ونواحي الحواري وبالأحضان لهذه المجاميع الغفيرة التي تملأ الشوارع ونواحي الحواري صخباً وضجيجاً وجعجعات خاوية..
وما أكثر إفرازات هذا الفراغ الرهيب والشامل ومردوداته السلبية على كافة المستويات والأصعدة حيث أن هذا الفراغ يعد في حد ذاته عاملاً سلبياً بالغ الأثر على نفسيات التلاميذ والطلاب, كما أنه أي "الفراغ" يحمل فيروس الانحراف وبوادر الخروج عن الطريق السوي والمستقيم صوب الوقوع في دائرة الممارسات الخاطئة والسلبية والخارجة عن نطاق أخلاقيات المجتمع عما يعكس أثاره السلبية على مجمل عملية بناء الأجيال الجديدة المتعددة الجوانب والهادفة إلى تحقيق التطور المنشود.. وفي كل مرة وعند نفس هذا الموقف نجد أنفسننا نكرر القول ذاته وللمرة المليون.. وبعيداً عن دوائر التأثر بعوامل الممل والسأم والضجر, لنعود ونكرر القول مجدداً حول التأكيد على إبتكار أنماط جديدة لاستغلال أيام العطلة الصيفية الطويلة والمملة وبشكل جيد ومثمر ومتطور خاصة بعد الفشل الذريع الذي لحق بتجربة المراكز الصيفية الذي حولها البعض إلى أشكال خاوية من المضمون والهدف ومجرد وسيلة سهلة لكسب المال السائب والمهدور دون طائل أو استفادة تذكر.
واقع الأمر يشير ويؤكد إلى أنه إذا وجد العزم وجد السبيل" ونحن لانعدم الكوادر القادرة على التجديد والعطاء الجزيل وتقديم الأفضل لإيجاد الوسيلة الفضلى والأفضل والأجود لضمان الاستغلال الأمثل لهذه العطلة الصيفية بما يهدف إلى تقديم خدمة متطورة لصالح إيجاد المناخ المناسب والملائم للتلاميذ والطلاب لقضاء أوقاتاً ممتعة ومفيدة خلال العطلة الصيفية وهذا ليس بالعمل المستحيل على قدراتنا الجيدة والمتطورة.
ففي العطلة الصيفية متسع من الوقت ومساحات واسعة من الفراغ التي يمكن استغلالها استغلالاً جيداً وذلك من مزاولة وممارسة الهوايات المختلفة والمتعددة لدى التلاميذ والطلاب وشغل أوقات فراغهم الكبير بكل ما هو مفيد وجيد وجديد ومتطور.
فهل يكون خط العطلة الصيفية لهذا العام أفضل من حظوظ سابقاتها؟ أم أن دعوتنا هذه والمتكررة لن تجد من يستجب لها كالعادة؟! دوماً نأمل في الافضل.
عوض بامدهف
ثنائية.. الصيف والفراغ.. 1551