المتتبع لمجريات الأحداث سيقول: هل أصبح اسم السيسي, بمعناه:(الحمار الصغير), بات ينطبق تماماً على مسماه الفريق عبدالفتاح إذ كيف يٌقدم على خطوة كهذه دون أن يحسب حساباته للجموع الغفيرة التي ستخرج مطالبة برئيسها والتي إن نجحت في استعادة رئيسها بشرعيته الانتخابية فإن مصير السيسي وكذا قادة الانقلاب المحاكمة بتهم الخيانة العظمي للوطن مصر؟.
والذي نقوله هنا من أمام هذا المشهد هو أن السيسي كان قد حسب حسابته للحظة محاكمته والإطاحة به وببيانه، فقد عمد السيسي إلى جمع تلك الوجوه التي وصفها بقادة القوى الوطنية حوله أثناء تلاوة البيان لتشاركه المصير وليظهر على أنه قائد رضخ لإرادة الشعب التي مثلته تلك القوى, وظن حينها أن تلك القوى هي كل القوى الممثلة للشعب المصري ولم يتبق سوى الإخوان الذين إن خرجوا إلى الشارع رافضين لبيانه فإن خروجهم سيكون بمثابة خروج حزب فقط ضد إرادة شعب بأكمله وهو الأمر الذي يحتم عليه أن يقمع مسيرات هذا الحزب ويزج بقياداته في السجون والمعتقلات تمهيدا لحله نهائيا وهو مالم يحدث, حيث التفت قوى أخري غير الإخوان مع الإخوان في اعتصاماتهم، ليصل الأمر إلى أن يلتحق بالإخوان ومن معهم من القوى السياسية أعضاء من حزب النور ممن أعلنوا استقالات جماعية من حزبهم الذي فضل رئيسه الحضور خلف السيسي الأمر الذي يعطي الإخوان ومناصريهم قوة أخري ويجعل الدائرة تدور على السيسي ومن معه من الليبراليين.
إلى هذا فقد منت السعودية والإمارات ومن دار في فلكهما من الأنظمة السيسي بأنه حينما يخرج الإخوان على شرعية 30 يونيو المزعومة سيعملون على توفير الغطاء الدولي المشرعن لإجراءاته العسكرية التي سيستخدمها في مواجهة المحتجين. الذين راهنت وتراهن السعودية والإمارات والقوى الليبرالية والعلمانية على نفاد صبرهم و أنهم أي الإخوان سيفقدون أعصابهم وسيعلنون الجهاد ضد العسكر وهو الأمر الذي سيفتح الشهية لإدانة الإخوان دوليا ووصمهم بالإرهاب لتكن مواجهة السيسي لهم تحت مظلة أممية وهذا مالم يحدث فعلا. ما يؤكد هذا توظيف بعض القنوات الفضائية وعلى رأسها قناة العبرية لخطاب مرسي, حينما قال فيه: إنه سيفدي الشرعية بدمه" على أنه عبارة عن إشارة لأنصاره بأن يتجهزوا للجهاد.
ولما لم تجد هذه الحسابات نفعا اليوم وسقطت أمام ذكاء الإخوان بات الآن السيسي وقادة الانقلاب في ورطة ستفضي بهم إن انقلب الجيش على السيسي وقبض عليه وأعاد مرسي إلى الحكم إلى المحاكمة بجريمة الخيانة العظمي والانقلاب على الشرعية، والرهان في انقلاب العسكر على السيسي وإعادة مرسي إلى القصر متوقف على صمود مرسي نفسه وعلى صمود الشارع وزيادة احتجاجاته, هذا إلى جانب صمود قادة الإخوان أمام الضغوط التي تمارس عليهم للاعتراف بالانقلاب.
نجيب أحمد المظفر
حسابات السيسي للحظة محاكمته!! 2384