لا شيء جميل في هذا الوطن عدا نظرة جميلة ينتظرها الأب لأبنائه أن يصبحوا متعلمين وفي مختلف مجالات العلم والريادة.. تهون عليه التكاليف المادية،، فكيف سيكون ذلك حينما تعلم أن هناك من يلعب بمستقبل وحاضر أبنائك في المدارس "المؤسسة الثانية لتربية الأبناء بعد الأسرة"..
فقدت الإدارة والمدرسة دورها من ضعف أداء المدرسين ونقص الكتب المدرسية وفقدان الأنشطة التربوية المعامل التطبيقية وازدحام في الفصول الدراسية ثم إلى المحصلة النهائية (كارثة الغش) حاليا عندما نزور المراكز الامتحانية للشهادة العامة بثقليها الثانوي والإعدادي ترى كيف تدمر العقول لا شعوريا وهي حصيلة للمعادلة الحسابية (1-1=0) في قاعة الامتحانات لا صوت يعلو على صوت الغش تحضر البراشيم وتغيب عقول الطلاب.
تدمير للتعليم برعاية التربويين..
أتدري من المغشش؟؟ القائم بالعملية التربوية (المدرس) (الأب) ( الأخ) (العسكري) (المدير) فريق عمل متكامل لموسم حصاد تحضر فيه كل أدوات القهر والتدمير بلا شعور أو أحساس وتأنيب ضمير!! كارثة أحزان لا نحسها ولا تذرف لها دمع.. وقد يجد فيها البعض نشوة إنجاز للفشل الذي نفخر به وكارثة للجيل القادم الذي ربما تهيأ تهيئة لا شعورية (لظاهرة الغش) كسلم يرتقي به للحصول على الثانوية العامة..
هذه السياسة الممنهجة من قبل إدارة التربية والتعليم في المحافظات تدمر الطلاب وإلا ماذا يعني ذلك؟
عندما يزور مدير مكتب تربية لإحدى المحافظات وتحدث بالفم المليان "غشوا الفساد في كل مكان", فالقائمون على التربية يتحملون مسئولية فشل أبنائنا.. إخواننا.. بناتنا، لأنهم وضعوا في تلك المناصب لخدمة الناس والطلاب لا لتدمير حاضر ومستقبل أبنائنا.
أيها الحالمون بيمن جديد ومستقبل أفضل: هذه هي محصلة سياسات النظام السابق"ما أريكم إلا ما أرى" مجتمع مفكك وثقافة مزورة.. لقد قصدوا سياسة التجويع ليغيب العقل حسيا والجوع يمنع العقل عن ممارسة عمليات الإدراك والوعي والتعليم والجمع والتحليل والاستنباط والإبداع وقصدوا سياسة التجهيل وإفشال وإهمال التعليم والغش ليغيب العقل معنويا.. فإذا ارتفع الجهل تدمر العقل وأصبح الناس لا ينقادون لغير منافعهم..
أتذكرون كيف كان الطالب المتخرج من المعاهد العلمية شعلة من العلم والثقافة وعقلية تعي عملية التفكير والتعليم.
أحمد الضحياني
كارثة.. الغش برعاية الجميع 1318