;
محمد سيف عبدالله العدينى
محمد سيف عبدالله العدينى

الارتقاء لفهم ثقافتنا الإسلامية بما يواكب عالمية القرآن 1687

2013-06-22 21:36:46


يقول تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد), فماذا أعددنا للغد الدنيوي والغد الاخروي؟.
إن العالم اليوم يتقارب، ويتواصل ويندمج في إطار حضاري عام، ومن سنن الله أنه سيبقى متنوع الثقافات وتمايزها بالمنطق الأقوى، والسند المتين من الواقع والتاريخ، ومن العقل والوجدان، ولا تتنافى هذه الحقيقة مع الواقع الحضاري في شموله وعمومه، لأن المنجز الحضاري هو: نتاج مشاع للجميع من حيث هو نتاج طبيعي لجهود البشر قاطبة، وثمرة مشتركة للأمم المختلفة، وليس حكراً على أمة دون الأخرى. 
إننا اليوم أمام مجتمع عالمي جديد متشابك المصالح، والشعوب فيه هي المرجعية، وليس النخب، وقوامه التفاهم والاحترام المتبادل، وهذا العالم يتجه نحو النزعة الإنسانية الجديدة التي يتحقق فيها الشمول بالاعتراف بقيم مشتركة تحت شعار تنوع الثقافات، وهذا يتطلب منا كمسلمين أن نستوعب ثقافتنا الإسلامية العالمية المقاصدية الواضحة وألا ننحصر في الثقافة التراثية الجزئية المذهبية, لأن الثقافة الإسلامية هي الثقافة الرائدة في مضمار التجربة التاريخية، فقد نجحت في التسامح مع جميع الثقافات والتعايش السلمي معها، بل هي الثقافة الإيجابية في علاقاتها مع الشعوب والأمم، انفتاحاً عليها وإفادة منها، وبالمقابل فقد مدت جسورها لسائر الثقافات، وكانت بمثابة المدرسة التي تخرجت فيها النماذج الثقافية المبدعة، وأما الثقافة الغربية التي شقت طريقها نحو العالمية بعوامل ذاتية من جهة وبجهود موجهة من جهة أخرى، وتتحول باستمرار نحو الحقائق الإيمانية التي تقوم عليها الثقافة الإسلامية ابتداءً، ولها السبق إليها, أعني الثقافة الإسلامية، وكون الثقافة الغربية من جهة أخرى تقترب شيئاً فشيئاً من مناهج الثقافة الإسلامية في كثير من قضايا الوجود والكون والتاريخ, فهي بعبارة مختصرة كما ذكر مؤلف كتاب "العلم من منظوره الجديد ": "بصدد تحول كلي في عناصرها المختلفة، وذلك لأسباب عدة من أهمها تراكم الخبرة الإنسانية، والبحث عن الأفضل لدى الإنسان الغربي"، مما يدل على أنها تسير نحو الاعتدال في رؤيتها الشاملة والأمثلة على ذلك العودة بها إلى الإيمان بوجود إله واحد، والتأكيد على الجانب الروحي من الإنسان، وأن حياته الروحية والخلقية هي حقائق تماماً كحياته البيولوجية، وإدراك حقيقة أن العلم ليس محصوراً بالطبيعة مجالاً ولا بالمنهج التجريبي طريقاً، وتقلص النفور والعبثية من علم النفس والكونيات والاستعاضة عنها بالغائبة، وبالله والجمال، وبالعناصر الروحية، وبكرامة الإنسان وبروز المشاعر الإنسانية النبيلة، كما في تقديم الخدمات الإنسانية في مجالات التغذية، ومقاومة المجاعات، والعناية بالطفولة والأمومة ونحو ذلك مما يعد في الحقيقة والنظرة المتجردة المنصفة من أبجديات الثقافة الإسلامية ومن مقوماتها وخصائصها قبل أن تشكل هذه الرؤية الإيجابية في الثقافة الغربية بقرون عدة، بل إن الثقافة الغربية على الرغم من هذه التحولات الجوهرية والإيجابية، لم تتحرر بالقدر الكافي من عقدة الاستعلاء في علاقاتها بالثقافات الأخرى وبخاصة الثقافة الإسلامية، بل لا زالت تتسم معها بشكل أو بآخر بطابع النرجسية، وعدم الاعتراف بفضلها إلا ما ندر. 
إن علينا كمسلمين, أفراداً ونخباً وشعوباً وأمة, التشبث بثقافتنا الإسلامية والعمل على تحريرها مما علق بها من أخطاء وقصور.. إننا أمام تفاعلات وتواصل عالمي سيفضي إلى انبثاق سفينة نجاتنا بإذن الله والتي ستعبر بهويتنا وذاتيتنا إلى بر الأمان وشواطئ النجاة في عصر يتواصل فيه العالم بوسائط تحمل الغث والسمين، والطيب والخبيث، والنافع والضار.. نطالب الأحزاب والجماعات وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني أن يستحضروا هذا في دستورنا الجديد لليمن الجديد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد