إننا جميعاً بحاجة ملحة لنقد ذواتنا، ومحاسبة أنفسنا، طالما نحن في حياة دنيا التدافع والتداول والابتلاء، ونحن نعيش كبشر نفوسنا بين الفجور والتقوى، وبين الصواب والخطأ، والطاعة والمعصية، والأنانية والجماعية.. إننا في نقدنا لذواتنا هو مبدأ تربوي وسياسي وقيادي حثنا عليه ديننا الحنيف، ويعتبر النقد من أهم وسائل الفوز والنجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وعندما نحرص على رضا الله هذا سيدفعنا لمراجعة دائمة لأعمالنا وأقوالنا ومحاسبة نفوسنا ذاتياً وباستمرار، وقبوله من الآخرين وهذا يحقق التواضع المنشود للقيادات، والإحساس بالقيمة الحقيقية للنفس وحب البحث عن العيوب بقصد معالجتها، وهذا يغذي فينا نظرة التأمل في تصرفاتنا.
وعندما نقيم أنفسنا فإننا نقطع الطريق أمام الغير لتوجيه النقد إلينا، وبذلك نحمي أنفسنا من النقد، والذي غالباً ما يكون ثقيلاً على النفس مهما بلغ الشخص من رحابة صدر وسعة أفقه.. وعندما نوجه أنفسنا بأنفسنا فإن ذلك يشكل دعماً معنوياً لذواتنا، فنقد الذات بقصد الإصلاح من شأنه رفع المعنويات وبث روح النجاح في أنفسنا وبالتالي مواصلة الطريق بثبات وفي تحدي أي مشاكل قد تواجهنا أو تعترض سبيلنا للوصول للنجاح المأمول, ولهذا نجد أن الجماعات والأحزاب والمجتمعات التي تؤصل للنقد الذاتي عبر المناهج والمؤسسات والأنشطة تفلح في إنتاج قيادات ناضجة لخدمة بلادها..
ونجد أن النقد الذاتي وقبوله من الآخرين يكسب الفرد والجماعة والحزب قدرة على تحمل مسؤولية التغيير والتطوير، والمواجهة مع تحديات التطوير والبناء ومواجهة الشهوات والأهواء الذاتية.. نجد أن مواجهة نفوسنا بالخطأ يجعلنا نتخلى عن تعصبنا لآرائنا، والاقتناع بأن آراء الغير ربما تكون أفضل بكثير مما نعتقد وهذا ما نحتاجه نحن اليمنيين كأفراد وجماعات وأحزاب ومؤسسات.. والبداية إنجاح مؤتمر الحوار الوطني.
محمد سيف عبدالله العدينى
التدريب على نقد الذات 1313