omerawl@hotmail.com
لا يمكن لأحد أن ينكر الوضع المأساوي الكارثي الذي تمر به سوريا اليوم رغم صمودها البطولي الذي لم تر له الدنيا مثيلاً في تاريخ البشرية, في حين تتمخض هذه الأوضاع عن تجاذبات وسايكس بيكو بأشكال مختلفة جعلت من سوريا حلبة لأشد النزاعات في الشرق الأوسط وقبل ذلك سعت ايران, التي تعتبر طرفاً رئيسياً في تزايد هذه المأساة, سعت ما قبل الألفين وبعد الألفين لدعم جماعات مسلحة, بحيث انهما يتفقان ايدلوجياً على مسار واحد من جهة المعتقد تارة ومن جهة المصالح تارة أخرى, مما يؤكد ولاشك بأنها أي الجماعات المنتشرة التي باعت ولاءها لإيران ستكون في أهبة الاستعداد لتلبية متطلبات الطرف الإيراني على كافة الصعد وابرزها الصعيد العسكري والقتالي, فعندما انطلقت الثورة السورية بدأت بتدارس الوضع حتى أسفر ذلك إلى جمع الغث والسمين في بلاد الشام وبوارج السلاح تصلهم كما يصلهم الغذاء, ليس لإيران في ذلك سوى هدف دنيء تسعى من خلاله لأن تفكك اللحمة الوطنية وفي الوقت الذي تعي وتدرك فيه أن الأسد ساقط لا محالة, فإيران اليوم لا تراهن على بقاء الأسد وإنما لتقتل شيئاً في سوريا اسمه الحياة, وإلا لماذا لم تبادر هذه اللا إسلامية بحلول من شأنها أن توقف سفك الدماء؟..
الحاصل والله أغبياء من يضعون هذا السؤال وقد بانت إيران كالشمس في رابعة النهار, لا نضام في رؤية الهلال الشيعي الذي أوقفت تكوينه الثورة السورية المباركة وفي سبيل ذلك دفعت أغلى ما تملك لتفدي دينها وإسلامها وعزة عروبتها, فأسقطت السيف على رأس حامليه وصوبت الرصاص في صدور مطلقيه وأرعبتهم حتى جعلت العراق اليوم ليس كعراق الأمس وكذلك اليمن ليس كيمن 2011وماقبله, بل يمن جديد بحماية الشعب وقادته السياسيين ينظرون إلى سوريا على أنها مثال تجعلهم يخرجون بثمار طيبة من مؤتمر الحوار الوطني الذي ينعقد حالياً, وأما إيران التي انتهكت الإسلام وحرماته في سوريا فهي اليوم تحترق بفعل الزلازل التي جعلت منها على خط بيولوجي خطير يتحرك ليخفف آلام المتألمين وأوجاع المتوجعين, الزلازل تضرب إيران لتشعرهم أنهم إلى زوال, فلا تعتقد إيران أنها في مأمن, بينما سوريا تموت بفعل أسلحتها الفتاكة التي غذت بها الجماعات الحليفة والشبيحة الذين لادين لهم وجيش النظام الذي يعتقد في بشار إلهه ومعبوده, فإيران لن تنام طالما في الضفة الأخرى من سوريا من يسهرون على وقع أصوات القنابل وأزيز الرصاص, لن تنام إيران طالما هناك أم تبكي ألماً ووجعاً, لن تنام إيران التي تراهن على وفاءها إلى جانب بشار على حساب شعب سوريا بأكمله, لن تنام سوريا حقاً والرب موجود.
عمر أحمد عبدالله
رسائل تحت المجهر في إيران الزلازل تنتقم للسوريين 1909