إن ثلاثمائة ألف يمني الذين تنوي السعودية ترحيلهم كفيل بهم أن يكونوا شوكة في حلق النظام السعودي، فإيران تستقبلهم بعد أن رفضتهم حليفة الدين والعقيدة والعروبة وستصنع بهم ما يمكن به أن يخلخل النظام السعودي الذي يتبنى سياسة خاطئة تجاه الأوضاع التي تمر بها المنطقة، سيما سعي إيران الحثيث للتنقيب بعد المملكة، حيث تتودد لكل أعداء المملكة نية النكاية بالمملكة حين تتسنى لها فرصة، فبناء السعودية لسياسة مهترئة جعلت من البوابة الشمالية موصدة وبأيدي أشباح من قلب أحضان إيران، أي بوابة السعودية من جهة الشمال العراق، فهل تود السعودية أن تسلم البوابة الجنوبية للحوثيين الذين هم صنيعة إيران في اليمن؟ لماذا لم يكن درس العراق درساً قاسياً بالنسبة للحكومة السعودية التي جعلت من العمالة اليمنية موضعاً للجدل؟ أليس اليمنيون أولى بالقربى من ذلك المسيحي الذي يأتي ليجمع المال بغية بناء كنيسة أو معبد؟ لماذا لم تفتح السعودية الأبواب مشرعة أمام العمالة اليمنية بما يربطنا من علاقة أخوية؟.. إن تكلمنا عن الدين والعقيدة فلن تستطيع الأقلام أن تتوقف عن الكتابة في هذا المجال، حيث يجمعنا منهج واحد في وقت تداعى أهل الرفض واجتمعوا في العراق وإيران وسوريا ولبنان والبحرين وصعدة ونحن نرحل العمال من إخواننا، ما هذا الذي يتناقض مع أساسات وأيدولوجيات المنهج الذي ننهجه؟ أم أنها مجرد استغلال تدفعون بها مصالحكم وتحطون مصالح اليمنيين عرض الحائط؟ ألسنا إخوة فما هو حق الإخوة؟ أليس من مصالح السعودية العليا حماية بواباتها من الاختراق بعد أن ظهر الأمر جلياً، فبوابة الجنوب أصبحت مهددة بعد أن رفعت الحكومة السعودية شعار العداء لجيرانها ومن وقفوا لحماية بوابتها الجنوبية لفتره من الزمن، حيث وجدوا أنفسهم بين أيدي إخوانهم الذين منعتهم السلطات السعودية من العمل مع وفرته، فسيضعون أيديهم في يد من سيسعى للنيل من المملكة وستكون ناراً ملتهبة في بوابة الجنوب كما بوابة الشمال، مع أننا مع تشديد الإجراءات في المملكة ولكن دون أن تتعرض الشخصية الإنسانية للإهانة من أي جهة كانت وذلك لحماية المملكة وعدم النيل منها من قريب أو بعيد وفي وقت كثر المتربصون بها ويجب على المملكة أن تغير سياستها الحالية لتفادي ما يمكن حدوثه في المستقبل ولو بعد زمن بعيد فأعداء السعودية هم أصدقاء إيران.. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
السعودية والمغتربون 1575