ليست اوراقاً من شجرة تتساقط ولكنها قضية كبرى تتمثل في وطن كبير كاليمن, هي تلك المحافظة الواقعة هناك في شمال الشمال من القطر اليمني, إنها محافظة صعدة, إنها التاريخ الذي لم يلتفت إلى معاناته احد, إنها الإنسان الذي يشكو مرارة العيش ومرارة الحرمان, انتهاك الأرض المحروقة التي لم ترحمها ميليشيات الحوثي التي عاثت فيها فساداً.. لقد ظلت صعدة ما قبل الحوثي قلعة شامخة تحمل رونقاً زراعياً ومعمارياً, بل وصناعياً, تنفرد بتربتها الخصبة ومياهها العذبة واهلها الاوفياء الشم الأباة الذين رفضوا الفكر الدخيل بكل اشكاله وصوره, بل وتصدوا له ولازالوا حتى اليوم ولكن السلاح الظالم بيد الحوثيين تحدث عما بداخل الحوثيين وليس عما يردده ويقوله الحوثيون في مضمون شعاراتهم وخطاباتهم التي يتظاهرون بها..
تميزت محافظة صعدة بالتعدد الفكري فيها, حيث يوجد فيها المذهب الزيدي وهو مذهب يقوم على أساس التفكير.. وجزء منه يعتمد في خطه السياسي على تقديس أهل البيت وكونهم ولاة الأمر هذا تاريخيا.. وما زالت الفكرة موجودة لكنها مسألة تاريخية.. كما يوجد فيها المذهب المعتزلي.. وليس قائماً كمدرسة ولكن يعتنقه أفراد يميلون إلى التفكير المنطقي في مسألة العقائد.. كما يوجد فيها المذهب السلفي ويتمركز في دار الحديث بدماج.. وهو متأثر بالسلفية في الجارة السعودية. 4 ـ الزمنيين وهم طائفة يقولون أن الله هو الدهر.. ولهم أدلتهم على ذلك.. كما يوجد فيها الباطنية.. قيل هي جزء من الزيدية لهم افكارهم الخاصة.
الديانات في صعدة : يوجد في صعدة دينان هما : الإسلام وهو الغالب.. واليهود وهم يمنيون وقد جاءت اليهودية مع السيدة بلقيس عندما آمنت بنبي الله سليمان.
 دور العبادة لا يوجد سوى المساجد, لأن اليهود قليل جداً يؤدون صلواتهم في بيوتهم, ومن أشهر مساجدها مسجد الامام الهادي في محافظة صعدة ويشكل معلماً تاريخياً وحضارياً راقياً حيث اننا لا يمكن ان يكون الانتماء العقدي هو الذي يأخذ مجراه في الخصومات ولكن الحوثي وبعباءته الطائفية الإثنا عشرية التي لم تكن حاضرةً في السابق طغت على النسيج الموجود حتى جاء الزمن البغيض على صعدة وساكنيها حتى اشتعلت الشرارة الاولى للحرب عام 2004ثم تلتها الحروب الأخرى والتي عرفت بالحروب الستة التي خاضتها الجماعة مع الجيش اليمني حتى جاء العام 2011حيث انطلقت ثورة الشباب السلمية والتي تلاها إعلان الجماعة في 24 مارس 2011سيطرتها الكاملة على كل محافظة صعدة وتم تعيين أحد تجار السلاح المقربين من الجماعة حاكماً على صعدة بعد فرار طه هاجر إلى صنعاء وازدادت أعداد الحوثيين في صعدة والجوف وعمران ودخلوا في اشتباكات مع القبائل والشعب في هذه المناطق ولا تزال المعارك قائمة بشكل متقطع حتى اليوم, إذ يسيطر الحوثيون حالياً على كامل محافظة صعدة ومديريات حرف سفيان وشهارة و حوث في محافظة عمران و 40% من محافظة حجة وغالب محافظة الجوف.. الحوثي لم يكن سوى عنصر كسائر الفئات التي تعمل سراً حتى خرجت إلى العلن ولكن ليس كسائر الفئات, لقد خرج الحوثي يحمل سلاحين حادين السلاح المتدفق عليه من إيران العدو اللدود للعرب والمسلمين وسلاح الشعارات التي يستجلب بها المغفلين وعادةً فإن القبائل هم في الدرجة الأولى الذين يسعى الحوثي وقد عمل ليجذبهم إليه ومعروف أن القبائل وبخاصة في اليمن إذا وقفوا إلى جانب احد قدموا انفسهم من اجل ان ينصروه ولذلك تجدهم يتأثرون كثيراً حينما يرون اعتداءات الصهاينة للفلسطينيين ويتمنون انهم يواجهون قوى الاستكبار العالمية ومما زاد الطين بله هو ذلك الشعار الزائف الموت لأمريكا وإسرائيل الذي حقق مبتغاهم في مضمونه ولم يدركوا انه لم يرفع إلا ليقتل الرافضين ان يسيروا خلف مصمميه.. لقد فرض الحوثيون حصارًا على دار الحديث بدماج وهو المعهد الذي يقوم على تدريس المنهج السني على منهج السلف الصالح من يوم الخميس 22 ذو القعدة 1432 هـ حتى 27 محرم 1433 هـ، حيث منعوا فيه دخول المواد الغذائية والأدوية ودخول الطلبة المستجدين، وخروج الحجاج للحج، وقد حصلت عدة مواجهات بين الحوثيين المدججين بالسلاح والسلفيين الذين يفتقرون إلى ابسط انواع السلاح, سقط فيها 71 قتيلاً من السلفيين وجرح 170 .. وإن عام النكبة الذي اصاب صعدة 2011والذي سيطر فيه الحوثي على صعدة ليبين الوجه الحقيقي للطموح الحوثي الذي يسعى الحوثي من خلاله ان يغير المعادلة كما فعل نضيره في لبنان حسن نصرالله حينما استحوذ على جنوب لبنان مخلفاً وراءه الماَسي والنكبات التي لازال يعاني منها اللبنانيون حتى اليوم والأدهى من ذلك ان غلاف مشروعه هو مقاومة المحتل الإسرائيلي أما السيد الحوثي فمن يقاوم الم يصبح اليوم يقاوم اليمنيون, لأنه يحمل السلاح في وجوههم, أليست صعدة تعيش اسوأ حالاتها؟ الم يعاني سكان صعده اضطهاد الحوثي لهم وأخذ حقهم والبسط على اراضيهم والتصرف بممتلكاتهم أم عميت اعينكم عن ذلك عمداً وقصداً؟.. لقد سعى الحوثي فدمر صعدة واذل اهلها بعد ان كانوا اعزة وقتل الرجل والمرأة على حد سواء, بل وأنشأ سجوناً خاصةً به ليكمم افواه الرافضين لمشروعه لقد شردت حربه مئات الأسر التي تبيت في العراء ولا تستطيع اليوم ان تعود إلى ديارها المحتلة خوفاً من بطشة افلا يستحق هؤلاء لفتةً كريمة من فخامة القائد الحق والزعيم المخلص/عبدربه منصور هادي وفي وقت هم في اشد الحاجة لمن يلتفت إليهم في وقت ان اهل صعدة الحقيقيين يرفضون رفضاً قاطعاً كأحد من السيف تمثيل قاتلهم ومشردهم الحوثي لهم في مؤتمر الحوار الوطني الذي نحن على مقربة منه؟ اليس لهم الحق في المشاركة الواسعة في مؤتمر الحوار اليس حرياً أن يعقد مؤتمر الحوار ليخفف من آلامهم ومصابهم, لأنهم اصحاب الأرض.
 نأمل من المتحاورين ان يصبوا جهدهم إزاء القضية الكبرى التي لا سمح الله لعصفت بالوطن كله ولكنها اليوم في نطاق محدود من السهل استيعابه والسيطرة عليه ويجب ان يقف الجميع إلى جانب ابناء صعدة وكما رأيناهم في المؤتمر العام الأول لأبناء اليمن الداعم لمحافظة صعدة وسفيان والمناطق المجاورة لهما المتضررين من مليشيات الحوثي.. والسلام.
omerawl@hotmail.com