في اليمن تفشل الدولة، ويفشل الوطن، وعلى الدوام، لأن من يؤتمن على الوطن هم مجموعة أفراد ينتمون إلى عدة أسر معروفة في البلاد، يتوزع هؤلاء النفر على مراكز القرار وبصورة غريبة وعجيبة لا ندري كيف وأين ومتى تتم أو تعقد الاتفاقيات بين أبناء تلك الأسر للاستيلاء على كل شيء؟ ولماذا يقتصر الدور على عددٍ من البهوات وبهم ومعهم تهدر ثروات وطن ومقدرات أمة؟..
وكما حدث وما يزال يحدث، في الاستحواذ على شركات الغاز والبترول والمشتقات النفطية في بلادنا أو الشركات الحكومية أي شركات أو مؤسسات أخرى تتبع الدولة..
حدثني أحد المطلعين يعمل بالسلك الدبلوماسي قبل سنوات بالقول: هل تصدق أن أسراً بعينها هي من تسيطر على سفارات الجمهورية اليمنية وبالمحاصصة، وكأن هذه الأسر هي الوريث الشرعي للجمهورية اليمنية؟..
طبعاً قال هذا الكلام أثناء جلسة مقيل وظل يسرد لي أسرة بيت (س) من الناس منحت سفارة بلادنا في الهند وأسرة (ص) منحت سفارة بلادنا في المملكة، وأسرة (ع) منحت سفارة بلادنا في انجلترا وأسرة (ن) منحت سفارة بلادنا في واشنطن و.. و..و.. قاطعته وليتني لم أفعل، هل تعرفون لماذا؟، لأنني عندما وجهت له سؤالاً: وكيف يتم هذا؟ توقف الرجل حينها عن السرد وقد أحس من سؤالي حضور الحس الصحفي وخشي مما قاله، وعندها قال لي: للمجالس حرمات، هذا ليس للنشر، قلت له لك ذلك.. لكن الرجل رفض إكمال الحكاية.. ولهذا أظن أني لم أعد ملزماً الوفاء بالوعد، لأنه لم يلتزم بإكمال الحكاية.. ولهذا رأيت أن أستشهد بالقصة آنفة الذكر فقط في موضوع الحوار الوطني ومن سيمثلنا بمؤتمر الحوار الوطني؟ وهل هي تلك الأسر والشخصيات ذاتها من ستكون أمينة على مستقبلنا كما كانت سابقاً؟!..
حتى اللحظة لا أدري حقيقة كيف تم حصر شباب الساحات؟ هل اختيار أسماء لأسر معروفة كما هو حال المسيطرين على الشركات النفطية منذ عهد صالح؟ أم أنه سيتم منح البعض بحسب قرابة الابن من إحدى القيادات التي كانت مع صالح في الحكم، أو من كان والده شارك أيام زمان مثل ما يتم تعيين بعض الأبناء في بعض المناصب أيام عهد صالح، ولأن هذا أبوه كان وزيراً، وهذا والدته من أسرة آل فلان، وهذا سيكون في الحوار لأن خاله شيخ معتبر، وهذا لا يمكن تجاهله فجده كان عكفي مع الإمام؟!.. وهكذا دواليك وصولاً إلى مقاعد الحوار التي لن يتبقى لنا نحن البسطاء الذين نشكل غالبية أبناء الشعب اليمني الذي هو محور الحوار في الأصل، وخصوصاً أبناء المحافظات الشمالية وفي أفضل الأحوال إلا بحدود (200) مقعد لا غير، إن زادت حظوظنا.. والأسباب معروفة، كون فرض 50% من قوام الأحزاب والمرأة والشباب ومختلف المكونات الاجتماعية بواقع 50% للجنوب سوف يجعل من الشمال مقاطعة صغيرة كجزيرة أو محافظة نائية في أحسن الأحوال، لأن تخصيص50% للجنوب، زد على ذلك 85 مقعداً للحراك الذي وافق في وقت مبكر على المشاركة بالحوار الوطني، زد على ذلك أن نصف المقاعد المخصصة للرئيس ستذهب لكيانات جنوبية يتم التفاوض معها للدخول في الحوار، بالإضافة إلى نصف أي قوام سيظهر لاحقاً لهذا الطرف أو ذاك..
وهكذا وبهكذا فعل سوف نخرج بعون الله تعالى من مؤتمر الحوار الوطني وقد تم حل القضية الجنوبية حلاً جذرياً، لكن بالمقابل ستكون لدينا قضية شمالية كبيرة جداً، إذ أنه ومع ما قد يشعر به أبناء المناطق الشمالية من ظلم وتهميش وإقصاء قد يعيد إنتاج المشكلة ذاتها التي نعاني منها الآن.. وهكذا سنظل نخرج من أزمة لنلج في أزمة أخرى جديدة وهكذا دواليك.
ختاماً:
بكل صدق أقول لا ندري من بمقدوره التحدث باسمنا جميعاً سواء في مؤتمر الحوار الوطني أو في غيره، ومن له الحق أيضاً في اختيار أسماء بعينها ممثلة لشباب الساحات سواء شباب ساحة جامعة صنعاء أو ساحة الحرية في تعز أو ساحة عدن أو ساحة الحديدة أو ساحة إب أو ساحة حضرموت أو أي ساحة وفي أي محافظة أخرى.. بالنسبة لي أتحدث عن ساحة التغيير بجامعة صنعاء كوني الأقرب لها وأول من نصب خيمته هناك، لكن سأترك الحديث حول هذا الموضوع إلى حال مشاهدة قوام الساحات، والتي أعتقد أن السباق محموم على قوام تلك اللجان وبشكل لافت!.
abast66@hotmail.com
عبدالباسط الشميري
هل ستوزع مقاعد الحوار للعائلات والأسر كحال السفارات؟ 1709