لا يخفى على الأعمى أو الأبكم أن رياضتنا باتت بأمس الحاجة إلى ثورة رياضية تقتلع كل الفاسدين وترحل كل العابثين بممتلكات الشباب والرياضيين والمستهترين بمشاعر الجماهير، فحالنا يؤلم .. ووضعنا أكثر إيلاما، ومع ذلك نجد اللامبالاة وشعور عقب كل فشل لمنتخبنا أو اخفاق لرياضتنا أو حتى فضحية فساد لوزارتنا الرياضية وما كأنه فيه شعور لما سوف (يتجنوا) بحق هذا الوطن المسكين الذي مازال ينهش من لحمه نهشا، ولم يخجلوا المسئولين ولا سوف يخجلون ما دام والجماهير (ساكتون) .. وأصحاب الشأن (صامتون) .. وأبناء اللعبة (لا يبالون) فسوف يستمر الحال كما هو ما دام الجميع (لا يتكلمون) .. وأن تكلموا يكون على استحياء على حقوق يجب أن تنتزع نزعا، لا أن تراضى وتحابي وتجامل من أجل أخذها من القائمين على رياضتنا وهم (خدام) وموظفين عندنا يعملون في صالحنا ولأجلنا، وليس لنهبنا .. وتهميشنا .. واحتقارنا.
فمتى سوف يفهم ويعي أبناء اللعبة باليمن .. والرياضيين وكل الشباب وكل الجماهير الرياضية، إن القائمين على رياضتنا ليسوا إلا (خدام) علينا، وليس نحن خدام عندهم كما هو حاصل؟، فمتى سيعرفون؟، إن هؤلاء قد تمادوا في فسادهم حتى وصل بهم الحد للسخرية مننا، وعدم المبالاة بنا عقب كل إخفاق أو فساد نجدهم وبكل بحاجة يتكلمون ويبررون في أسلوب ساذج عن فشلهم الذي (أرهق) شعب بكامله، فمتى سيعرف جماهيرنا هذا وكل الرياضيين؟، وقد صرنا في زمن الربيع العربي الذي أطاح طواغيت أشد وأقوى تمسكا من طواغيت الرياضة في بلادي الذي هي لا تحتاج إلى ثورات كبرى كثورات الربيع العربي بل إلى شبه ذلك ومصغرة، فهي كفيلة بإطاحة بكل طاغية استمر وتغطرس في رياضتنا اليمنية مازال يلوح أنه الأقوى وسوف يستمر على عين كل رياضي.
فالوضع لدينا الآن مختلف تماماً وعلى جماهيرنا أن تعي أنها قادرة على إحداث التغيير ولو (بعشرة) أشخاص، فهؤلاء العشرة يستطيعوا أن يكونوا ويوجدوا تكتلات رياضية ودعوات رياضية للبدء بحراك رياضي يتواصل عبر ملاعب الدوري اليمني وينتقل إلى كل المرافق الرياضية، حتى يصل إلى رئاسة الوزراء ليشعر الجميع أن رياضتنا بحاجة إلى تغيير جذري داخل منشئاتنا وكياناتنا الرياضية، والتغيير الآن بات ضروري ومهم، لصلاح رياضتنا اليمنية من تدهور مستمر يحصل لها مع فشل يندي له الجبين، فلن تصلح رياضتنا بدون التغيير الذي سوف يعمل على معالجة شاملة ونهضة مستمرة، على الأقل وفي أسوأ الاحتمالات لهذا التغيير الذي إذا تحقق وتم استبدال الكوادر الطالحة القديمة التي عفى عنها الزمن وارتبط اسمها بفشلها وتلطيخ سمعة الوطن .. وتم استبدالها بكوادر رياضية من أبناء اللعبة، والمشهود لها بالكفاءة والنزاهة، سنكون صنعنا ثورة حقيقة في رياضتنا اليمنية وستنجح ويشهد لها الجميع، وتحقيقها يحتاج إلى طموح وعزم رياضيي لا يلين ورياضيين غيورين على بلدهم، لا باحثين عن مصالحهم ومصفيين حسابات مع الشخصيات الرياضية.
فإذا قدرنا واحتشدنا وبدأنا بحراك رياضي ينطلق فعاليته هذه الأيام عبر جماهيرنا الغاضبة ولو بداية عبر مباريات الدوري ببدء بتوصيل رسالة رياضية سلمية ان التغيير الرياضي بات واجب حدوثه ومن مباريات الدوري فليبدأ صهيل احتجاجات الجماهير عبر الملاعب ثم الانتقال عبر الاحتشاد والانطلاق في مسيرات ووقفات احتجاجية أمام رئاسة الوزراء لدعوه لطرد ومحاسبة الفاسدين والعابثين والناهبين بأموال الرياضيين ومن ارتبط اسمه بفشل منتخباتنا الوطنية، صدقوني ستنجح ثورتكم أيها الرياضيين ويشهد لها الجميع ويتفاعل معها كل الفئات، فكل الفئات الاجتماعية قد انتفضت وأحدثت التغيير، وأنتم أيها الرياضيون متى تنتفضوا وحالكم أسوأ بكثير من وطنا الجريح الذي تتثاقل همومه كل يوم، وفي نفس الوقت ثورتكم مضمونه وسهلة التحقيق، فقط نريد بداية (جرئيه) نحو التصحيح والدعوة إلى حراك رياضي فهو السبيل الأمثل والطريق الأفضل لإنقاذ رياضتنا من بطش الباطشين.
عباد الجرادي
حراك رياضي 2707