حينما نصح القيادي في المشترك محمد غالب أحمد الحوثيين أن يحافظوا على احترام الشعب لهم كان ذلك من طرف أن الدولة يجب أن تحافظ على مواطنيها.. وهو تعبير يشير الى ما تعرض له الحوثيون في حرب صعدة.. تلك الحرب بمراحلها الست.. تقاتل فيها اليمنيون وهم لا يعلمون لماذا يتقاتلون، لم يقتل فيها لا صالح ولا عبد الملك الحوثي، لكنها أفنت حياة اليمنيين.. استطاع البعض أن يدرك أسرار تلك الحروب على أنها عقبات أمام التغيير في اليمن والتخلص من القوى الفاعلة سياسياً وعسكرياً وإنهاك أدوات القوة في الأطراف تحت مظلة الحرب على الحوثيين الذين ساهم النظام بظهورهم على السطح.. ولولا قيام الثورة الشعبية في اليمن 2011م لبدأت حرب سابعة في سبيل إجهاض التغيير.. فكانت الثورة مفاجأة حقيقية لصالح وفرصة لتمدد الحوثيين..
هنا لن أناقش كيف استغل الحوثيون الفرصة لنشر مذهبهم الفكري.. فمن حق الحوثي أن يعبر عن أفكاره ومذهبه بالطريقة التي يرى أنها لا تضر بالمجتمع اليمني وفي حدود الدستور والقانون واحترام حقوق الإنسان.. ولكن أناقش معكم الثورة المضادة للحوثيين.. فإذا كان هناك من إيجابية لانضمام الحوثيين للثورة فتلك الايجابية تعود للسقف المرتفع للثورة، لم يستطيعوا التكيف مع المجتمع المتعدد في الساحات،بقدر ما كانت أفعالهم تكشف نزعة السيطرة لديهم، وبقيت المنصة والساحات بقدر ما كانت تواجه سهاماً خارجية كانت أيضاً تواجه سهاماً داخلية، تارة بالاعتداء وتارة بابتكار منصات جديدة.. توافقت تصريحات الحوثيين مع صالح(هناك من سرق الثورة).. برز التشيع السياسي والإعلامي والمنفلتين من ضوابط النهج السياسي والإعلامي للأحزاب.. وبعض من يسمون أنفسهم بالحقوقيين الأكثر انتهاكاً للحقوق وحريات الآخرين، يشنون حملتهم ضد الثورة والثوار.. وحينما كان نظام صالح يعتدي على المسيرات الثورية كان هؤلاء يقودون ثورتهم المضادة، حينما أحرق صالح الساحات كان الحوثيون يتمددون بالقوة للسيطرة في الجوف وحجة، ينشرون الموت في مجتمع يريد الحياة.. وكم كان هؤلاء يتباكون ليل نهار في صحفهم وكتابتهم (ليست هذه ثورة) (الثورة سرقتها المبادرة الخليجية)، حاولوا شخصنة الثورة وتشويه صورتها.. كرس التشيع الإعلامي والسياسي جهده للنيل من انجازات الثورة والتصقوا طويلاً بمقاعد الفرجة ومشاهدة العرض بطريقة مسترخية واستعداء المكان والزمان وتشويه صورة النضال.. ومن المضحك في الوقت نفسه أن تجد صحيفة يظن صاحبها انه قد سلك خطوة متقدمة في الصحافة اليمنية وهي تعمل على التشتيت الذائقي للرأي العام وتفتيت وحدة وتماسك المجتمع، ومهنيتها بقدر ما تحصل عليه من مال.. فمن نرجسية محمد المقالح، وتشويه وتضليل نايف حسان في شارعه وأولاه، وإفك اليمن اليوم، ووقاحة صحيفة الجمهور.. يا هؤلاء فمن حقنا اليوم أن نتساءل: هل كانت بكائيتكم عن سرقة الثورة مغبة اعتراض للذهاب إلى تنفيذ أجندة خارجية؟.. يا هؤلاء هذا(اليمن)يحتاج إلى بشر يحملونه على أكتافهم لا يتحاملون عليه.. يتحملون أعباءه لا ليهربوا منه.. فالطائفية وتقسيم الناس إلى فئات وأقسام للسيطرة والاستحواذ لا تبني شارعاَ فما بالكم وطناَ.. جميلٌ أن قدركم لا يتحمل ولا يحمي وطناً.. قدركم أن تكونوا مطية لأجندة خارجية!.
أحمد الضحياني
المتشيعون الجدد 1699