بالإطلاع على قيمة ما سيصرف على المؤتمر الوطني الرياضي "الأول" في عهد الوحدة اليمنية يصاب بحال التوهان، وهو يقرأ الأرقام المرصودة في تفاصيل وجزيئات الموازنة التي حددت بمبلغ (21) مليون ريال، والذي أشارت إليه المديرة التنفيذية في خبر منشور في رأس الصفحة، واصفة إياه بحالة مخالفة للقوانين واللائحة التي يدار بها هذا الموقع.
ودون أن أخوص في تفاصيل المبلغ المنتظر أن يصرف والذي لو وضع في سمار آخر يختص بالألعاب والشباب والأندية لكانت الفائدة أفضل .. دعوني أتساءل باسم كثير من الرياضيين الذي يتابعون ما يدور في هذا الاتجاه .. ماذا يحمل هذا المؤتمر بعيدا عن اللجان والمخصصات التي نالوها وسينالوها مع اقتراب الموعد الذي حدد له منتصف الشهر القادم ؟!! من سيختص بهذا المؤتمر ؟! ومن هم أطرافه ؟! ومن هي جهات العلاقة به ؟! ومن سيحددهم ونحن نقترب من الحدث ؟!!.
قد يظهر بعض المستفيدين من الموعد وملايينه ويقول لي إن اللجان التي اختيرت "والتي كان معظمها ممن قد تحنطوا في مواقع العمل الرياضي" هم أصحاب الاختصاص وأصحاب النظرة والقدرة في ربط الأطراف ذات العلاقة بالموعد !! .. وإذا قبلنا بذلك ومع اقتراب الموعد، فلتقل لنا هذه اللجان التي كانت في معظمها من أسوأ ما حمله المؤتمر في مراحل الإعداد ؟! .. ماذا أنجزت ؟!! .. ومع من تواصلت ؟!! .. وإلى أين وصلت في مخاطبتها لمن سيصنعون الإضافة في موعد يخصهم ؟!! .. ويتحدث فيه القائمون عن أهمية يحملها لتصحيح مسار الرياضة الذي سقط في مستنقع الفساد بضربة قاضية عجز أن يستعيد فيها قواه بعد ذلك .. لتبقى الأحوال هي هي حتى مع تغير الأسماء والشخصيات.
أنا شخصيا أقدر الأخ معمر الإرياني وألمس بإعجاب بعض خطاه في التعامل مع الشأن الرياضي ومنتسبيه، وسبق أن دار بيني وبينه حديث تلفوني في أكثر من مرة، ووجدت فيه سلوك إنساني طيب .. لكني هنا لا أتحدث عن معمر كشخص، وإنما أتحدث عن عمل وموعد يفترض أننا أطراف فيه وأصحاب شأن، ولو من مساحة بسيطة توازي ما انتسبنا به للرياضة كلاعبين سابقين في السابق وإعلاميين في الوقت الحالي، نتابع ونرصد ونقرأ ما يدور.
هذا المؤتمر جاء في التوقيت الخطاء، ولم توضع له خطة متأنية ترتبط بوقت وزمن كافٍ ليحقق غايته في رسم معالم الرضا على الرياضيين الحقيقيين الذي عانوا التهميش، ويفترض أنه جاء ليعيد بعض التوازن .. حتى لا يتعرضوا للصدمة بفعل أفعال القائمين والتي كان أولها صدمة إبعادهم عن اللجان والاكتفاء ببعض المحسوبين على هذا وذاك أو ممن يجيدون فن الخطابة وفتح ممرات التواصل.
حتى لا أطيل .. ما فجرته نظمية عبدالسلام "أمر صاعق" ويكشف كثيرا من الأمور التي تنطوي تحت "مساحات الفساد" وعلى وزيرنا الشاب إظهار ما هو مختلف لمؤتمر يفترض أن يخص الرياضيين أنفسهم، ومع ذلك مازال مجرد حديث في الغرف المغلقة عبر اللجان التي "أجزم" بأن الكثير من شملتهم بل الغالبية العظمى لا ترى هذا المؤتمر إلا من خلال زاد المصلحة الذي ستجني منه مخصصات كبيرة .. يستطيع القارئ أن يطلع عليها في خبر الصفحة الرئيس الذي كشفت فيه نظمية عبدالسلام أوراق هذا المؤتمر المالية!!.
أخيرا .. لمن سيكون هذا المؤتمر "الوطني" ؟!! .. هل للاستنفاع أم لرياضة الوطن ؟!! .. أنا أرى أنه يرتبط بالأولى وبما لا يقبل النقاش !!.