الخدعة الكبرى هي أننا نفتقد أن ما تشتريه من خبز هو خبز وهو صحي وجيد ويسمى روتي، لأنه كذلك.. الكلمة "روتي" يقال أنها هندية والهنود كغيرهم من الجنسيات تركوا بعض ملامحهم في الجنوب والشمال حتى أصبحت الهلجة "كوكتيل" ـ لا طعم له.. عودة إلى الروتي بكل أنواعه، روتي يمني، روتي فرنسي روتي سليس، روتي صندوق وروتي خاص و...إلخ.. كل هذه الأنواع ـ تراها منتفخة وجذابة ما أن تبدأ في التهامها إلا وتتفت كأشياء تافهة ومتهالكة.. فالروتي الفرنسي ليس روتياً حتى يكون فرنسياً والروتي اليمني أو ما يسمى بالروتي الصندوق يحتاج إلى أسنان قوية ـ وأيادي قوية حتى تقطع جزءاً منه وترمى به في جوفك ليتم هضمه بعد يوم كامل! أما الروتي السليس ولا أدري ماذا تعني كلمة سليس فهو للرضع وكبار السن لكنه يحتاج إلى دعم بروتي آخر أو خبز حتى يشبع الصغار والكبار.. أليست مهزلة هذا الذي نراه كل يوم؟ خبز لبناني كما يقولون.. القطعة منه كجلد الحمار جافة، يعلوها الدقيق شكلها ينبئ بأزمة اقتصادية..!
إن أصحاب المخابز وبهذه المنتوجات البائسة يحتاجون إلى دورات في إجادة صنع الروتي، الخبز وكل أنواع المعجنات، بعد أن عجنوا بطوننا برداءة الروتي والخبز اللبناني والروتي الفرنسي وغيرهم، فنحن النساء بعد أن تركنا خبز التنور وصناعة الأكل في البيت وبالذات الخبز نستحق كل ما نلاقيه من عناء وأي انتقاد لأصحاب المخابز لا يعني أننا نساء خيرات ونجيد صناعة الخبز أحسن من هذا العجين غير الناضج..
إننا ندعو أمانة العاصمة ووزارة الصناعة والجهات المعنية بالرقابة على المخابز لأنهم يقدمون ما لا يقومون بأعمالهم بروتينية بالغة دون المبادرة في التحسين أو الجودة والغريب أنك لوزرت أي دولة سترى كم كنت مخدوعاً بالفرنسي.. ستقارن بين ما تأكله في بلادك وبين ما يأكل الناس.. ولأننا نقبل بكل شيء ـــ فقد ارتضينا بالحال وصدقنا أن الروتي من المخبز هو الأفضل..
لا ينبغي أن تترك المخابز هكذا، فالرقابة الدورية مهمة، النظافة، وسائل النقل التي تستعمل في نقل الروتي من وإلى المستهلك، العمال، الموازين المكان ومدى ملائمته، الأدوات و... إلخ. الرقابة الدورية مهمة والزيات المفاجئة أهم، لأن الجودة مفقودة في منتج الروتي والخبز ـ والإهمال له عواقبه على المواطنين، فما تأكله بريال قد يكلفك آلاف الريالات وتدهور في الصحة والقدرات..
محاسن الحواتي
روتي خاص.. روتي يمني 3405