من الطبيعي والبديهي أن تقوم الحكومة بدورها في ترتيب سفر المصابين و الجرحى في أحداث العامين 2011م 2012م ضحايا الثورة أو بالأصح الثوار بمعنى أن من مسؤوليات الحكومة علاج هؤلاء المصابين لأنهم كانوا وقود الثورة التي أتت بحكومة الوفاق, فهل هذا العمل صعب, يحتاج إلى معجزة؟ دولة فقيرة.. أي نعم.. لكن تعرف كيف تتسول وتأتي بالفلوس!.. والجرحى يحتاجون إلى منح علاجية وكثير من الدول تحب تتجمل, لكن يكون لها شرف تقديم العلاج والرعاية لثوار اليمن.. فهل كان يحتاج الأمر كل هذا الوقت ؟ هل يحتاج الاعتصام والإضراب عن الطعام؟.
أناس قدموا أرواحهم فداءً للوطن وهؤلاء الجرحى كانوا مشاريعاً لشهداء لكن الله أجل ذلك لحكمة يعلمها هو.. أصيبوا وجرحوا, كان واجب الحكومة أن تبادر في لفتة إنسانية وسريعة إلى تسفيرهم إلى الخارج " دون شرط إذا كانت الحالة تستحق" لأن هذا الثوري يستحق السفر ولو من باب الاطمئنان عليه وعلى صحته لأن علاجه في أحد المستشفيات الحكومية لا يعني سوى مزيداً من الإهمال.. وبهذه المناسبة نقول للحكومة إن هناك جرحى ومصابين تحملت أسرهم علاجهم بعد أن سدت الأبواب دونهم ووجدوا ألا فائدة من المراجعة.. هؤلاء على الحكومة أن تدرس كيفية علاجهم وتضع لهم خطة حتى لا تدعى أنها لا تعلم وليس لديها إمكانية ولماذا لم يأتوا مع أخوتهم ويضربوا عن الطعام ولماذا لم يحدثوا ضجة أمام باب الحكومة؟ لابد أن تحسب الحكومة حسابها لدفعات أخرى من الجرحى تحتاج إلى علاج وإلى إعادة تأهيل وعن التأهيل أورد هنا مقترحاً أن تقوم وزارة الصحة بفتح مراكز تأهيل في جنوب العاصمة وآخرين في شرقها وغربها لأن مركز الأطراف بجوار وزارة الصحة بعيد جداً عن سكان جنوب العاصمة وشرقها وغربها ويعد التعالج فيها كلفة عالية "في المواصلات" وجرحى الحرب بعضهم يحتاج إلى إعادة تأهيل قد تطول الفترة أو تقتصر لكنها من واجبات الدولة تجاه هؤلاء الناس.. نرجو أن تهتم الحكومة بهذا الأمر.
البرلماني الشجاع احمد سيف حاشد أصيب إصابة بالغة في الدفاع عن حق العلاج لجرحى الحرب.. الرجل مؤمن بالقضية كما هو مؤمن بالتغيير فما كان جزاؤه إلا الضرب وشج رأسه ليكون جريحاً وسط جرحى!! أي همجية هذه التي مازالت تسيطر على الأوضاع؟ أي فوضى هذه التي لاتحترم حق التظاهر والاحتجاج؟ أي أناس هؤلاء الذين هم بلا إنسانية؟ إذا كانت لدينا أجهزة عادلة نزيهة كنا رأينا من اعتدى على حاشد في اليوم التالي بالمحكمة, لكن وكما حدث في جمعة الكرامة وفي قصف ساحة تعز مراراً وفي.. الخ حتى اللحظة المجرمون طلقاء.. اقيموا العدل في هذا الشعب حتى لايغضب الله عليكم.
محاسن الحواتي
جرحكم.. جرحنا 1573