أن تكون لاعب تداعب أقدامك الكرة بين جدران (القلعة) الحمراء الشهيرة، وتحظى بشرف ارتداء قميص صرح رياضي كبير بحجم نادي (التلال)، وتكون جزاءً من تاريخ عريق عمره أكثر من قرن، وتسجل اسمك فى إحدى صفحاته المرصعة بالمجد، والمطرزة بالبطولات، والمتوهجة بألق الإنجازات - لا شك - أن ذلك فخر، ووسام على صدرك.
أن تشق قدراتك وابداعاتك الطريق على شواطئ صيرة، وتنتزع فطرتك ثقة الجميع، وتنال فرصة المشاركة ضمن الكتيبة الحمراء، وتلعب أمام جماهير (التلال) العاشقة للمتعة والانتصارات، والتي يهز هديرها المدرجات، وتلهب أهازيجها الحماس، وتبهر رقصاتها الحضور .. لا جدال أن ذلك حلم تتمنى ألا ينتهي أبدا !.. وبمثابة اعتراف بموهبتك، وشهادة لا تمنح غير للمتفوقين.
أن تلمع في كيان تتزاحم في سمائه النجوم، ويكون ميلاد موهبتك في مدرسة تخرج من صفوفها عمالقة، ولاعبين من عيار الكبار سطروا سيرتهم في ذاكرة الكرة اليمنية بحروف من ذهب، وتركوا بصمة خالدة لن تندثر بمرور الزمن .. ذلك يجعلك جدير باهات الإعجاب، ونستطيع أن نجزم بأن لا مكان للحظ في مسيرتك، ولا يمكن أن تكون من نوع اللاعبين الذين تصنعهم الصدفة.
أن تستلم الراية الحمراء، وتحمل لواء (العميد) خلف (الساحر) سعيد دعالة، وجوهرة القرن (المايسترو) أبو بكر الماس، وحسين عمار، وعصام زيد، وحسين فرحان، و(الويكا)، وعدنان سبوع، وطارق قاسم، وكامل صلاح، و(العمدة)، والمرحوم عبدالناصر نديم، ورائد طه، ومحمد الخلاقي، و(هداف العرب )شرف محفوظ، و(الصخرة) جلال زحيري، و(السلطان) عمرالبارك، وباسل عوض ... لا أعتقد أن أحدا سيختلف على أنك من معدن النجوم وفصيلة الموهوبين.
في يوم الجمعة القادمة الموافق (15) فبراير سيكتسي ملعب (حقات) معقل شياطين (القلعة) كامل زينته ليحتضن مناسبة اعتزال أحد أبناء نادي (التلال) الأوفياء، ويشهد وداعية الكابتن الخلوق (قيس محمد صالح)، فبعد مشوار طويل، ومسيرة رياضية ناجحة، ومحطات كثيرة من الإبداع اتخذ القرار الصعب، واختار أن يضع حد لمسيرته كلاعب، ويعتزل المستطيل الأخضر، ويفارق معشوقته المستديرة.
إن الكابتن (قيس) يستحق مهرجان اعتزال يليق بمسيرته الرياضية، وعلى جميع المسئولين، والقيادات الرياضية، والشخصيات الاجتماعية، والدعامين في محافظة (عدن)، وكذلك وزارة الشباب والرياضة، واتحاد الكرة أن يكونوا في الموعد، و لا يبخلون عليه بلمسة وفاء تعبر عن تقديرهم لقيمة ما قدمه، وبذله من جهد طوال السنوات الماضية لخدمة نادي التلال، والكرة القدم اليمنية قدر استطاعته، وفي حدود المساحة المتاحة .. كما نحث الجماهير عامة، ومن تربطهم به علاقة عشق خاصة على الحضور، وأن تبادله أهازيج الحب، وأناشيد الوفاء كعادتها.
إنها لحظات فارغة في حياة كل لاعب لا تكرر كل يوم، وعلينا أن نكون عند حسن ظنه، ونحرص على مشاركته آخر محطات رحلته الكروية، ونهديه مشاعر نبيلة، ومعاني جميلة .. أن كل لفته تسعى إلى دعمه، وتكريمه ستترك أثر عميق في وجدانه، وستظل عالقة في ذهنه .. بعيدا عن كلمات المديح، وابتسامات المجاملة، فإننا نعتقد - دائما - أن تكريم اللاعب حق وواجب أخلاقي.
إن الذي يعرف الكابتن (قيس) يدرك أن اعتزاله ليس نهاية علاقته بكرة القدم، ويعلم إنه يملك كل مقومات النجاح في مجال التدريب، والوقوف بثقة على خط الملعب.
ياسر الأعسم
اعتزال (قيس) .. موعد ينتظر الوفاء !! 1960