من قلب محب لوطنه أهدي مهجته بقطرات الحبر ذات المعاني الغزيرة .. إلى وطني الغالي الحر الشامخ عالياً .. إلى المعاني التي تجتاح كياني .. تلك المعاني التي تزرع في جسد الكلمات وتروى من مطر الأحاسيس ..
إلى أبطال الثورة الشعبية السلمية .. شباباً ونساءً .. أطفالاً وعامةً ..
إلى الأحرار البواسل من أبوا الذل والخنوع .. إلى شهداء الثورة الأشاوس من غادرونا بأجسامهم
ولم تغادرنا أرواحهم ليصبحوا مدرسةً للأجيال القادمة .. لقد أرويتم الأرض دماً .. وهبتموها الدم الغالي عانقتم شعاع الشمس .. رواد التغيير والحرية إلى مثواهم الأخير .. دون أن تلطخ أكفهم ضراعة البؤس أمام ضريح الكبار الذين لا ظل لهم إلى الشقاء .. إلى شهداء مسيرة الحياة من تفطرت أقدماهم عبوراً للحياة وانتقلوا إلى مثواهم الأخير:
ها قد وصلتم إلى عالم الأرواح الحرة .. العالم الآخر الذي لا يعلم الخطيئة ولا تلوث صفائه السياسة ولا يشوه جماله شراهة الحروب .. "قدماك" سفينة حملت على ظهرها رباناً عظيماً وهي لا تدري ما تحمل .. سلام إلى كل من تفطرت قلوبهم من سطوت الظلم قبل أن تتفطر أقدامهم بحثاً عن العدل .. إلى من ضحوا بصدورهم الغالية ليبقى اليمن.. إلى كل جريح ومصاب بأيدي النظام الفاسد .. إلى كل جريح ومصاب أخترقت جسده رصاص الطاغية .. فصارت جراحة عبقاً يشدو به المكان من أجل اليمن إلى كل جريح ومصاب خنقت أنفاسه الغازات السامة وتحرقت عيناه من القنابل المسيلة للدموع فداءً لليمن ..
إلى القابعين خلف القضبان .. المعتقلين في دهاليز الأمن القومي من شباب الثورة .. أنتم مسيرة حياة .. تعطر جدار السكون .. اختطفوا أجسادكم فصارت عقولكم وأفكاركم طوفاناً يولد من رحم المعاناة والألم ( قصة نضال ) متنوعة ومتعددة وخطوة أولى في سبيل الحرية .. إلى أحرار وحرائر مسيرة الحياة خاصة في شارع الكفاح من علمَّوا الجميع كيف نتغير دون أن نكتفي فقط بانتظار التغيير .. إلى أبناء الحياة من صدروا المفهوم الحقيقي لليمن الجديد للحب والتضحية.. للاستقرار والسلام للتسامح والصحوة اليمنية المنشودة التي تجسدت في تلاقيهم والتئام أخوتهم ووحدة مصائرهم..
إلى أبناء مسيرة الحياة الذين جاء شبابها على الأقدام سيراً ليثبتوا للجميع أنهم من يضبطون إيقاع الثورة, فتفطرت أقدامهم عبوراً للحياة .. إلى أحرار وحرائر مسيرة الحياة أيضاً من علموا الجميع التضحية وأن الوطن بحاجة إلى تضحيات جسيمة وليس شرطاً أن تكون التضحيات أرواح .. فأحلامنا التي توقفت فجأة ولم نستطع تحقيقها هي أيضاً تضحيات منا في سبيل اليمن .. وأن النضال السلمي الذي دشناه في السنوات الماضية مسيرة حياة في أحلك الظروف التي تصادر فيها الحريات .. كلها تضحيات منا في سبيل اليمن .. تحية إلى أولئك الذين تحركوا في أصعب الظروف وأعقدها ليحققوا الانتصارات وينشروا الأمل ..
إلى حرائر اليمن .. الثائرات اللأي كسرنَ حاجز الصمت وودعن غرام الانطواء والسلبية, فخرجن بالمسيرات والمظاهرات دعماً للثورة وسندها .. إلى حفيدات بلقيس اللاتي أبهرن العالم بنضالهن وصمودهن .. إلى كل امرأة تركت أناملها أدوات الطباخة فأمسكت بأدوات النضال ورفعت شعارات ولافتات الثورة ..فبراير همسة حبيب ..فبراير إنطلاقة طفل..حرية إنسان ..فبراير كرامة شعب..شجاعة أب ..صبر أم ..وطموح آخر ..وآمال كل شاب ..فبراير عيد سعيد ..شمس سطعت في ربوع السعيدة.
أحمد الضحياني
إلى شهداء الثورة 1655