بعد أن بدأنا نشعر ببعض الأمن والاستقرار وشيء من الثقة بالقدرة على سيطرة الدولة وحسن أدائها لمهامها في تعز, بدأت حركة الانفلات تأخذ منحى تراجيدياً جديداً لا يختلف في نوع الأداة أو هدف الفعل المرتكب لكنه يختلف في نوع الضحية التي تسقط في دائرة الموت وهم غالباً الأطفال, فخلال أسبوع واحد فقط تم قتل إحداهن بعد اغتصابها وهي طفلة لا تتجاوز الثامنة وتموت أخرى برصاص طائشة على خلفية تصفية حسابات بين قبيلتين وتجد ثالثة حتفها براجع من طلق ناري في حفلة عرس.. هذا خلال أسبوع واحد فقط ومالا نعلمه أكثر مما نعلمه في محافظة يقف الخوف فيها على أطراف أصابعه خلف ستار الحذر ليل نهار, بالرغم من المحاولات الجادة من محافظنا لإحلال السلام كخيار وحيد داخل المحافظة, لكن يبدو أن المستفيدين من الفوضى لازالوا يحصلون على توجيهات من أعداء الوطن بإلقاء قنابل العنف في أوساط المجتمع في غفلة عن قدرة الله على سحقهم ومن يتولاهم من أعداء الله ورسوله وأعداء الوطن.
الطفولة في تعز اليوم تستصرخ أصحاب القرار في كل أرجاء الوطن وتدعو إلى وقف استخدام السلاح في ترحً أو فرح وتناشد كل من له قلب أن يتخيل أن تكون الضحية القادمة من عقر داره وأحب الناس إلى قلبه, فالوضع لا لا يحتمل المهادنة أو توصيف الحال أو عقد الاتفاقات, لأننا تجاوزنا محطة الغربلة الوطنية وأصبحنا على مشارف التطبيق الفعلي لبنود المبادرة الإنسانية التي دعا إليها الأخ المحافظ في ميثاق الشرف الوطني الذي يقضي بأن يكون كل من تجاوز الحد إلى مساحة العنف خائناً ولو كان مستهاً للعقاب بإجماع الكبار من مشائخ وأعيان وعلماء ومثقفين ودعاة إنسانية.
ولهذا نعود لنذكر الجميع في تعز بأن ما يحدث اليوم من انتهاكات للطفولة بشكل خاص وللإنسانية بشكل عام هو جريمة خارجة عن جو التوصيف ومساندة بشكل أساسي لانتشار الفوضى والتخريب وكأن لسان حال هؤلاء يقول: لابد من مقصلة لتتوقف المهزلة!.. لكن الواضح أننا سنعود بسياسة الضبط الاجتماعي إلى زمن الدولة العباسية والعثمانية بتنشيط حركة والعسس لتمشيط المدينة ليل نهار وتحكيم الشريعة قصاصاً مباشراً على كل من يدعو للتخريب والاقتتال وافتعال الفساد في الأرض.
ألطاف الأهدل
تعز ترتدي ثوب الجفاء من جديد! 1632