صباحاً وأنا أتحدث وصديقتي أشواق شاهر عن الشخصية اليمنية, اتفقنا على أنها تحتاج إلى دراسة متعمقة من قبل فريق من علماء النفس والاجتماع لمعرفة أهم سمات هذه الشخصية, لكننا وبعجالة رصدنا بعض هذه السمات العامة, منها أن اليمني متقلب المزاج ومتردد, اليمني يتأثر بما يقال ويبني عليه, اليمني قلق بطبعه وإذا ما كان هناك ما يقلق زاد قلقه إلى درجة الجنون, اليمني لايثق كثيراً بالآخرين, يبحث عن مصالحه الآنية بشكل يومي ويؤجل التفكير في المصالح الكبرى.. حاولنا أن نجد مبرراً للمزاج والرأي المتقلب لكننا لم نجد سوى القات والتربية.. إن نمط التربية يؤثر تأثيراً كبيراً على الشخصية, فالأب المتردد والمزاجي والمتقلب الرأي أبناؤه سيكونون نسخاً منه وربما نسخ أسوأ.. التربية القاسية أو التدليل الزائد يولدان شخصيات غير سوية تماماً "مع أن بعض علماء النفس يقولون كلنا مجانين ولكن بنسب متفاوتة".
في اعتقادي أن جميع القرارات التي يتم اتخاذها في جلسات القات هي قرارات غير مدروسة, غير صحيحة, لأنها ولدت في ظروف استثنائية ورغم ذلك هي القرارات التي تسير بها اليمن وتخطط لمستقبل الآخرين!! وإذا ما قلنا أن القات هو سبب لتكون الشخصية اليمنية مترددة ومزاجية وكل يوم لها رأي أو كل ساعة, فأننا نحمل القات ما لا يتحمل, لأن الفرد نفسه قادر على التحكم في تفكيره وسلوكه, القات عامل مساعد على حالة عدم الاستقرار النفسي والتوتر والتردد.. وهذا لاينفي ما جاء في بداية المقال.
مجلس الأمن قرر إرسال بعض أعضاءه للاجتماع بشأن اليمن في اليمن ومع القيادة اليمنية والحكومة للوقوف على ما يدور في هذا البلد من أعمال تعرقل عملية الانتقال السلمي للسلطة.. وهناك من يعمل على عرقلة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني وإن إنعقد فلا ينجح ولا يؤتي ثماراً.. والخ.. جاؤوا جماعة مجلس الأمن وبيدهم (عصا) الشرعية الدولية ليقولوا لهؤلاء الفرقاء "مش على كيفكم" هناك قرارات حاسمة قد تصدر ضدكم.. أتركوا هذا الشعب يعيش ويختار حياته " طبعاً إحنا كشعب نتفرج على المبارزة, مجلس الأمن بقراراته وهم بحقهم المخربين وبشروطهم كقادة سابقين".. كأنهم يحاولون عدم إسدال الستار عليهم, فهم ممسكون بالستارة من فوق المسرح ومجلس الأمن وعبدربه يسحبون الستارة إلى أسفل.. يا رب تسلم الستارة..
قلتها من قبل: تخيلوا إذا لم تكن هناك قوة دولية تمنع وترفض وتقرر كيف سيفعل بنا هؤلاء الفرقاء؟, إذاً علينا أن نمتثل لمجلس الأمن وقراراته حتى يمضي هذا الوطن إلى بر الأمان تحت مظلة الوحدة الوطنية بعيداً عن مشاريع فك الارتباط والفيدرالية والكنفدرالية والأطروحات التي تغذيها مشاريع فئوية, مناطقية, مذهبية.. يمكننا أن نعيش معاً كيمنيين ونبني المستقبل الآمن..
"عصا" مجلس الأمن جاءت أيها المخربون إلى داركم فهل ستقارعونها بعصا الفوضى والاغتيالات والتخريب؟ لا اعتقد, استوعبوا المرحلة وتحدياتها وكونوا ساسة كباراً بحجم المسؤولية.. نتمنى ذلك.
محاسن الحواتي
عصا مجلس الأمن. 1613