البلاد التي تعاني من البطالة لا ينبغي لها أن تغنى أو تتغنى بفرص العمل.. البلاد الفقيرة الناهضة لتوها من وطأة الفساد والإرهاب لا ينبغي لها أن تعطى إجازات بالميزان للعاملين بحجة الاحتفالات والراحة و... إلخ
إنها بلاد تحتاج لكل ثانية من وقتها لبناء ما دمرته الحرب، ما دمره الفساد لبناء ما كان ينبغي أن يبنى منذ عقود ولم يحدث.. البلاد التي لم تحجز لنفسها مقعداً في قطار المستقبل الذي وكما يبدو أصبح "مترو" وليس قطاراً لسرعته.
البلاد التي تشبه بلادنا تحتاج لكل السواعد والعقول، لكنها ولأسباب طاردة تهرب السواعد إلى السعودية والعقول تطلب اللجوء إلى الدول العربية..
والذين كتب لهم أن يحصلوا على وظيفة مع الدولة يعيشون معاناة بالغة في تدبير لقمة العيش.. لذلك ليس بمستغرب أن تكون موظفاً حكومياً في أكثر من جهة أو أن تكون موظفاً ولا تعرف مكان عملك؟ أو تكون موظفاً وعاطلاً معاً.. إن جيش المنقطعين عن العمل عددهم كبير جداً ولا أدري هل لديهم ممثلون في مجلس النواب أم لا وهل سيشاركون في الحوار الوطني أم لا.. وإلا هم منقطعون عن كل شيء..؟ شيء طريف أن ينقطع الناس عن العمل ولا أحد يسأل عنهم أو يبحث عن أسباب انقطاعهم أو حتى يسألهم متى تعودون، فالوطن ينتظركم...
المنقطعون في الجيش وفروا صيغة قانونية لفساد الكبار من الرتب العسكرية، حيث تجمع رواتب هؤلاء الموظفين الوهمية وتصرف لكبار القادة.. والمنقطعون أنفسهم كونوا مجموعات عاطلة قابلة للاستغلال والانسياق وراء الإرهاب.. إنهم جيش من العاطلين في القطاع المدني والعسكري يعيشون البطالة.
في وزارة شئون المغتربين هناك عدد كبير من المنقطعين عن العمل منذ سنوات طويلة، ويتواطأ مندوبو وزارة الخدمة المدنية والمالية، تصرف مرتبات هؤلاء النفر من الموظفين بدون أي خصميات أو عقوبات.
لقد فشل كل الوزراء في معالجة أوضاع هذه الفئة، فالفساد الإداري مستفحل حتى الأذنين.. وهناك منقطعون في كل الجهات مدنية وعسكرية، فهل من تصحيح لهذه الأوضاع وهذه الفوضى وعدم المسؤولية؟
اللجنة التي اكتشفت أن نصف الجيش وهمي.. تعرف هذه الحقائق جيداً، فقط أعلنته للصحافة لأن المجتمع يعرف أن هناك فساداً كبيراً في كل القطاعات.. ترى هل من توعية للمجتمع لتأصيل قيم العمل وعلاقته بالولاء والانتماء.. توعية بأهمية أن تعطى وتنتج من أجل إنسانيتك، من أجل وطنك ومستقبله..
وزارة الشئون الاجتماعية والعمل، وزارة حقوق الإنسان، أمانة العاصمة والغرفة التجارية هي الجهات المعنية وأخرى لا تحضرني الآن وهي الجهات التي ستعمل على تعزيز ثقافة العمل والإتقان واحترام المسئولية والوقت واستثمار القدرات و.... إلخ.
إذا لم يحاسب الفاسدين السابقين، فلا ينبغي أن يتواصل الفساد وبنفس الحجم والكيف.. والجيش من البشر المنقطع عن العمل في القطاعين المدني والعسكري عليهم العودة إلى أعمالهم وممارسة نشاطهم وتخفيف عدد العاطلين وخفض نسبة البطالة.. الوطن بحاجة الجميع.