يصر شيخ كرة القدم اليمنية على البقاء في المساحة الضيقة والخانقة التي يختارها بعض المنتسبين إليه، وهم ينقلون له جزئيات النقد الموجه للاتحاد الذي يديره منذ سنوات.. على أن كل الحروف المكتوبة والكلمات المسموعة، وحتى الخطوط المرسومة، مصدرها الحاقدون والطامعون في السفر ومرافقة المنتخب في تجواله وترحاله!!.
والحقيقة أن تلك الجزئية التي يتمسك بها الشيخ ومن معه في الاتحاد "من كومبارس" تثير الشفقة من قبل من يصفهم بالحاقدين.. لأنها شماعة قد تكسرت قواعدها، ولم تعد قادرة على الوقوف في وجه تلك السطور، بعدما تكشفت الحقيقة للجميع!.
مساء الأحد الماضي كنت أنا والكثيرون من متابعي برنامج (بشفافية) في قناة "اليمن" الفضائية التي استضافت عدد من الشخصيات كان من بينها الشيخ وبعض نجوم كرة القدم (نجوم).. ومع أن الشيخ كان يتحدث بعد ساعات من عودته من المنامة التي غادرها تاركا خلفه رفيقه العزاني في اجتماعات رؤوسا الاتحادات الخليجية، إلا أني وجدته في عالم آخر، عالم مشوش يستطيع أن يكشف فيه دلالات الكذب والتلاعب في الألفاظ الطفل الرضيع.. لأن الشيخ تجرد من المسميات وأطلق العنان لنفسه في حديث ناقص يفتقد للمعاني الحقيقة التي كان يفترض أن تأتي من مصدر مسئول للعبة أصيبت بالشلل في مشاركة كبرى، لتعود بخيبة أمل، رافقها سقوط في مساحات أخرى، أظن أن الشيخ قد عرفها!!.. ومع ذلك رأينا إصرارا عجيبا لدى الرجل، في وصف كل الأقلام التي تنتقده، بأنها تهوى النقد لمجر النقد، وأنها كانت تنتظر الشفقة منه وعصابته لتحظى برحلة المنامة برفقة من أخذهم !.
الحديث تشعب في اتجاهات عدة لن تستوعبه السطور هذه، لكن من بين الأشياء التي كشفت مدى فهم الشيخ للواقع .. حديثه عن كرة القدم ونجومها حين اعتبرهم ماضٍ من فترات كانت فيها المنتخبات تخسر بالعشرة، وأن ما لديه من خبرات كروية كافية، ولعله أشار إلى أسماء معينة.. وهو ما كشف أن الشيخ - فعلا - يحتاج إلى قراءة التاريخ الكروي لليمن قبل وبعد الوحدة، حتى لا يخطئ في قادم المناسبات.. كما أني كنت أتمنى أن يفقه الشيخ ما يحتاجه في حواره وفقا للموعد ومعطيات ما قبله.. حتى يكون قادرا على إظهار قيمته كجهة مسئولة عن كرة القدم التي تطحن منذ أن جاء إلى دفتها.
نصيحتي للشيخ أن يكون أكثر قدرة على فهم الأمور في قادم المناسبات حتى يحقق الطفرة والبصمة التي قال أنه لن يبرح مكانه حتى تتحقق، كما أن عليه أن يعرف أن سفرياته لا تستهوي الكثيرين، وستبقى سهام النقد موجهة صوبه وصوب من يظنون أنهم بما لديهم قادرون، على ضم الجميع إلى سوق النخاسة الذي يديرونه عبر جهات بعينها!.
لن أطيل يا شيخ.. كرة القدم تاريخ، والتاريخ لا يشترى.. ولا يصنع بالمال أو بالفهلوة والصوت العالي.. لعلك فهمت ما قصدته و(تراتاتا يا شيخ) !!.
خالد هيثم
تراتاتا.. يا شيخ !! 2083