قررت السيدة هيلاري كلنتون أن تتقاعد من بداية فترة رئاسة أوباما الثانية, ليتولى السيد جون كيري - (69) عاماً - وزارة الخارجية.. إنها امرأة آثرت أن تعود إلى بيتها, لتمارس حياتها بعيداً عن السياسة والعلاقات الدولية, ستدخل المطبخ بلا شك لتصنع لأسرتها بعض الوجبات أو الكيك, خاصة وأنها وكما أراها امرأة رائعة الأنوثة, أي عكس كوندليزا التي لم تكن تعبأ سوى بالسياسة وصداماتها.. السيدة التي قررت أن تتقاعد وكان بإمكانها أن تواصل المسيرة مع الرئيس أوباما وهو الرابح من وجودها على رأس وزارة الخارجية, لكنها ولقناعة احترمها الرئيس, ابتعدت, مع أن أمريكا فلحن جداً عندما عينت نساء في الخارجية لما لهن من تأثير قوي على قادة العالم.
في بلاد العرب الواسعة لا أحد يقول (سوف أتقاعد) وأترك المجال لغيري, حتى أولئك الذين امتصوا ثروات البلد يقولون هل من مزيد والواحد إذا ما جلس على كرسي الوظيفة العامة لن يقوم من عليه إلا بعد مرض عضال يلم به!.. والغريب أن هذه في - بلادنا - وزارة الخدمة المدنية تطبق قانون التقاعد على ناس وتمدد لآخرين من عامين إلى أربع سنوات, مع أنهم في العقود الماضية من تاريخ عملهم لم يقدموا شيئاً يذكر..
آن لهيلاري كلينتون الوزيرة الرائعة أن ترتاح ولكن هل جون كيري سيكون رائعاً وهو الطامح للرئاسة وقد رشح نفسه عام 2004م, يعني قبل الآن منصب وزير خارجية – هكذا تمشية حال وحتى لايبعد عن الصف الأمامي, مع أنه كان يعمل رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي..
في بلادنا يكون التقاعد كارثة, لأن مرتب التقاعد ضئيل ولايكفي لحبة دجاج كل يوم فمابالكم بالمتطلبات الأخرى,ولأن التقاعد يفتح سؤالا:ً (أين أذهب وماذا أفعل؟).. وبما أن نسبة البطالة بين الخريجين عالية جداً يضاف إليها حريدز الوظيفة العامة "المتقاعدون" وكلنا في الهواء سوا, أي كلنا بلا عمل والذين يعملون في الوظيفة العامة جيش عاطل بلا إبداع, بلا طموح في ظل إدارة عظيمة ومحبة لذلك بلادنا مختلفة وفي أدنى درجة بالنسبة لمؤشر التنمية البشرية.
تقاعدت هيلاري وعملت بالقول "وقرن في بيوتكن", لديها حكومة تضمن لها الرعاية الصحية, السكن الملائم, الحقوق.. والخ, وهذه نعمة من الله نفقدها, لذلك يكون التقاعد كابوساً لايحتمل حتى التفكير فيه.. إذا تقاعدت المرأة اليمنية هاجمتها الأمراض والعلل, تصبح زبونة دائمة للمستشفيات وقد تتخلى عنها الدولة وبمرتب التقاعد الهزيل عليها أن تعيش ولأن النساء أقل فساداً فهن أكثر تأثراً بأفعال الرجال الفاسدين وسلوكياتهم.. لذا تدفع المرأة ثمن أنها لم تكن فاسدة وتعاقب من قبل الحكومة بالإهمال.. (شفتي يا هيلاري ليش وقرن في بيوتكن لايعمل بها في بلادنا؟).
آن لهيلاري التي عملت من تقاعدها حكاية أن ترتاح وآن لنساء بلادي أن يواصلن رحلة العناء والتعب في العمل وفي التقاعد وهذا هو الفرق بين الدول اللي فوق الدول اللي تحت.
محاسن الحواتي
آن لها أن ترتاح.. 1669