نفتقد في بلادنا إلى تطبيق مبدأ الثواب والعقاب في حياتنا اليومية ولهذا خربت البلاد
وصار حالها هوشلية وكل شخص يبحث عن مصلحته الخاصة ويذهب الوطن إلى الجحيم..
وحسناً فعل رئيس الجمهورية عبد ربه منصور حين كرم أبطال النقطة الأمنية في حيس الذين اكتشفوا شحنة المسدسات, فلابد أن نقول للمسيء أساءت وللمحسن أحسنت, كي يرتدع المسيء ويجتهد المحسن في أداء عمله.. ولابد أن يكرم كل جندي عامل ومزارع وكاتب "احم احم" و إعلامي وسياسي, لابد أن نكرم كل من يجتهد في تقديم كل خير للوطن.. لكن واقع الحال يقول عكس ذلك, فالذي يختطف السياح نكافئه بالملايين والذي يخطف ثورة الشباب نكرمه بمنصب وزاري وهكذا..
دعونا نعود للجنود البواسل, أكثر الناس خدمة وأضعف الناس مدخول.. عجباً لأمر هذا الجندي يهجر أهله ويعيش حياة ضنكا و يبذل روحه من أجل الوطن, والوطن لا يقدم له شيئاً في حياته ولا في مماته وإذا قام الجندي بعمل بطولي لا يلتفت إليه و يكرم قائد السرية أو المنطقة أو النقطة ونريد منه أن يكون وطنياً وحريصاً وفدائياً لهذا الوطن, نقتل فيه روح الولاء الوطني ثم نطالبه أن يكون عيناً ساهرة ونعاقبه إذا قصر أو أهمل.
جريمة :
عشرون- ثلاثون ألف بالله ماذا تكفي!! اقسم بالله إنها جريمة, ودائماً أتساءل: لماذا هو أكثر الناس خدمة؟ لماذا يعطى للمدرس الذي يجلس على الكرسي أكثر مما يقف في حصة مدتها تقريباً ساعة ضعف ما يعطى للجندي؟ لماذا يعطى لموظف يأتي لمكان عمله لينام ويحل الكلمات المتقاطعة أضعاف ما يعطى للجندي؟ لماذا يعطى للطبيب الذي يتاجر بأرواح الناس ما لا يحلم به الجندي من أجر؟ لماذا يعطى للإعلامي الذي لا عمل له سوى الكلام وإشعال الفتن بين الأنام ما يفوق أجر الجندي بكثير؟ أليس من الإنصاف أن يكون الأجر مساوياً للجهد والإنتاج؟.. وعكس جميع المهن لابد أن يزيد الراتب كلما نزلت الرتبة, وليس العكس, فالضابط أو العقيد أو المشير لن يستلم وردية لمدة يومين أو ثلاث, لن يجلس تحت أشعة الشمس وقطرات المطر, لن يرابط مثله في كل مضيق وزقاق ولن يقدم في الصفوف الأمامية في المعارك..
حتى الفتيات يرفضن الزواج من العسكري لسوء حاله, كما قالت إحداهن " لن أتزوج عسكري أبداً, لأنه مهدد للخطر, ثانياً مجعجع وخارج البيت أربعة وعشرين ساعة, استلام بالليل واستلام بالنهار وليت والله وقد المعاش يودي يخليني استحمل بعده وجعجعته.. هذا كلام بنت المدينة أما بنت القرية فترفض خطبة الجندي قائلة :
" مشتيش اني الراني ولا اليماني .. مشتيش إني الجندي غدة زماني
مشتيش اني الجندي لا تكربوني.. أشتي الغني وادي نظر عيوني
ختاماً صح لسان الشاعر حين قال:
الشرف والتحية للجنود البواسل ..
أكثر الناس خدمة وأضعف الناس مدخول
باع نفسه لشعبه دون أية مقابل
والجزاء فصلوا له كوت للفقر تفصول
يذكروه في الشدائد واحتدام المشاكل
أول الوعد قائد وآخر الوعد مجهول
أول النــاس يقتــل وآخـــر النــاس يأكل
وأكثر الناس يعمل وأضعف الناس محصول
ينتصر في المعارك ما طلع يوم فاشل
بس في البيت يُهزم من غلا البيض والفول
عنده الحرب عـــادي ينتصر فيه واصل
والدقيق والزبادي يهزمنه على طوووول
أحلام القبيلي
الشرف والتحية للجنود البواسل 2432