بعد طول الانتظار وجهود جبارة سعى إليها ثوارنا الأحرار من زفت إلينا البشرى الرائعة لكل جندي شريف ظل يبحث عن مستقبله ومكانته العظيمة ليكون معززاً مكرماً، زفت البشرى إلى كل الشعب اليمني وبقرار سياسي شجاع وجهد حكومي متميز هدف من خلاله المحافظة على ما تبقى لجيشنا الباسل من عز ومكانة وإعادة اعتباره ليعلن البدء بهيكلة القوات المسلحة، فالشعب اليمني وضع كامل ثقته بالهيكل الرئاسي والحكومي وهذا ما تم تأكيده وإصراره وتنفيذاً لأهداف الثورة الشبابية السلمية وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي باعتقادي لولا الله ثم تولي الرئيس هادي لوصلنا إلى أسفل الهاوية، فأعداء اليمن لا يريدون لها الإستقرار.. ولله الحمد جرت الانتخابات الرئاسية واستعاد الشعب اليمني ثقته بالتغيير وبالرئيس وحكومة الوفاق، لكن ذلك لم يمنع أصحاب الأمراض الخبيثة وعلى وجه الخصوص نظام الرئيس السابق في نشر الفوضى والإضرار بالرئيس وحكومته بهدف إفشال الحكومة والرجوع إلى الوراء التي لا تريد لليمن الجديد أن يتحقق ولكن بفضل الله وبفضل جهود الشعب اليمني وشبابه الأحرار استطاعوا أن يقفوا سداً منيعاً في وجه عصابة انتهت فترة صلاحياتها وسعت للانتقام لاسيما بعد أن جاءت الثورة الشبابية السلمية وبددت كل أحلام التوريث والدكتاتورية. وبدأت هذه العصابة المتزمتة في نشر خرافاتها وأكاذيبها التي تعودنا عليها طيلة ثلاث وثلاثين عاماً بأن الثورة لم تغير شيئاً وأن رئيس الجمهورية لايزال يتلقى تعاليمه من حزب المؤتمر الشعبي العام وانه يتلقى أوامره من صالح وأن الرئيس لن يعمل شيئاً طالما وأن بقايا العائلة مازالت تسيطر على أهم الأركان العسكرية، مما تقف عائقاً كبيراً أمام هادي في اتخاذ قرارات هيكلة الجيش وهذا ما كان يتفاخر به أنصار صالح وحلفائه، لتأتي ساعة الحقيقة لتقول لهم: كفى فقد حان الوقت لترحلوا من مناصبكم، فقد أرهقتم الجيش طيلة حكم الفرد وجعلتموه يتبع عائلة ونزعتم منه العزة والكرامة وصدر القرار الرئاسي بهيكلة الجيش مما نسميه يوماً تاريخياً في حياة جيشنا وبموقف شجاع ليس بغريب عنه يعلن اللواء البطل/علي محسن الأحمر ـ قائد الفرقة الأولى مدرع ـ ترحيبه بالقرار، باعتبار أن مصلحة الوطن مقدمة على مصالحه الشخصية، ليثبت للجميع أن الوطنية لا تتحقق في الشخص بأقواله بل بأفعاله وهذا ما زاد حبنا واحترامنا لك أيها اللواء والمناضل الحر، فقد أثبت أن اليمن وشعبه في قلبك، بل أن انضمامك للثورة وحماية شبابها دين لن ينساه شباب الثورة، فما أروع وطنيتك أيها القائد البطل.. كما شمل القرار إقالة احمد علي صالح وأقاربه والذي حتى الآن لم نر أي موقف من قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي، بالإضافة إلى أن حزب المؤتمر الشعبي العام لايزال في وضعية الميت بصمته عن القرار الرئاسي، على الرغم من اجتماع الرئيس السابق بحزبه في اليوم الثاني من صدور القرار وكأن الأمر لا يعنيه وما خفي كان أعظم ولا يهمنا ذلك، لأن الشعب قد قال كلمته.. وأما أحزاب اللقاء المشترك فقد رحبت بالقرار واعتبرته من القرارات المهمة لمصلحة الشعب اليمني وجيشه.. من هنا لابد لنا أن نضع علامة تعجب واستغراب على صمت حزب المؤتمر، مما أوجد اختلافاً كبيراً بين الموقف الايجابي والوطني لقائد الفرقة الأولى مدرع وأحزاب اللقاء المشترك وبين احمد علي صالح وأقاربه الذين تم إقالتهم وحزب المؤتمر الشعبي العام وعلى ضوء ذلك لابد لنا أن نبارك للشعب اليمني صدور قرارات قياداتنا الرئاسية والحكومية في هذا الشأن الذي أعاد للشعب اليمني ولشباب ثورته الثقة بهذه القيادة الشجاعة، كما لا ننسى أن هيكلة الجيش هي من أهم المراحل الهامة التي سوف تمهد الطريق للحوار الوطني الذي مازال ينتظره الشعب اليمني بفارغ الصبر ويتمنى له النجاح.. شكراً لك يا فخامة الرئيس على هذا القرار الذي يضمن لنا جيشاً موحداً يحمينا ويحمي وطننا، فمزيداً من هذه القرارات وحفظ الله يمننا من كل مكروه.
ياسر البناء
وطنية اللواء محسن وهيكلة الجيش 2035