* رجعت اطفاءات الكهرباء ثانية وعدنا والحمد لله لعادتنا القديمة.. ظلام دامس وشموع كأننا في ليالي فرح.. نؤمن بقدرات وزارة الكهرباء في تحسين أداء الخدمة واستمراريتها كما نؤمن بأننا شعب صبور جداً, يعيش في أسوأ الظروف ويتكيف مع كل الأحوال ويبحث عن الأعذار ويقلل من المخاطر بل ويتفاءل وهو على وشك الموت.
* تناقلت المواقع الإخبارية أن المواطن الذي يقوم بأعطال الإمداد الكهربائي هو من مأرب وصاحب قضية, وعندما سألوه لماذا تفعل ذلك أفاد (إن أولاده قتلوا ومازالوا في الثلاجة والجناة تم القبض عليهم وبدلاً من أن يقدموا للعدالة تم الإفراج عنهم) أي أن الشرطة لم تقم بدورها ولم تحقق العدالة ولم تطبق القانون وغاب عنهم جميعاً قول الله تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب) صدق الله العظيم.
* الرجل مخطئ في ضرب الكهرباء وحرمان الناس من النور والضوء وتعطيل أعمالهم والبعض يحتاج الكهرباء لحفظ العلاج, لإجراء العمليات.. الخ.. الرجل قلبه يكتوي بنار فقده لأولاده – لا أدري كم عددهم – ويتألم لأن العدالة لم تأخذ مجراها في يمن ما بعد الثورة, فأقسام الشرطة لماذا لم تقم بواجبها وتحيل القضية إلى النائب والنيابة, لماذا لم تساند في إرسال الملف إلى القضاء؟ هل يعزى ذلك للفساد مثلاً؟ أم لعدم كفاية الأدلة أم هناك آخرون وراء جريمة القتل؟ لماذا لا تقوم الأجهزة المعنية بدورها ويطمئن المواطن على سير العدالة؟ لماذا يضطر هذا المواطن إلى إيذاء الحكومة والوطن, يلجأ للتخريب للفت نظر الحكومة لقضيته؟
* يعتبر مخرب الكهرباء مجرماً في نظر القضاء وبالمقابل من قتلوا أبناءه هم مجرمون أيضاً ويستحقون العقاب جميعاً.. وهنا لابد من وقفة صادقة وعاجلة للقضاء في إنهاء مثل هذه القضايا التي تتسبب فيها سلبية بعض الأجهزة العدلية والشرطوية ونفوذ البعض وتأثيرهم على عمل هذه الأجهزة.
* إن وجود الفاسدين على رأس بعض الأجهزة الخدمية وبالأخص الأجهزة العدلية والشرطوية يؤثر كثيراً على بناء مجتمع العدالة والمواطنة المتساوية كما يعطل القوانين والأنظمة ويدعو للثارات والتخريب والتطرف والإرهاب, وإننا نتوقع ألا يكون هناك فاسدً يعبث بالعدالة أو مستهتر يعبث بالحقوق وبكرامة المواطنين..
* إن إطفاءات الكهرباء سلوك مشين ويثير غضب العامة من الناس, نرجو ألا يكون وسيلة للنيل من الحكومة التي تواجه كتلاً من التراكمات السلبية في كل المجالات كالقضاء, أقسام الشرطة, النيابات, التعليم, الحكم المحلي.. الخ.
وفي الجانب الآخر على المجتمع - ومن خلال مكوناته المختلفة بما فيها منظمات المجتمع المدني - عليهم عرض قضية قتل أبناء "مخرب الكهرباء" كقضية إنسانية – حقوق- دم مهدر والجناة فارون أو غير معروفين وما يحدث من تقاعس وتواطؤ في القضية.
على فكرة كتبت هذا الموضوع على ضوء شمعة باهتة وغداً عندما تستقيم العدالة سأكتب موضوعاً بلون الصباح إن شاء الله.
وقفة
(عندما يكون الرجال أتقياء تكون القوانين بدون جدوى, وعندما يكون الرجال فاسدين تكون القوانين منتهكة).
محاسن الحواتي
إنطفاءات الكهرباء بسبب الأجهزة الشرطوية! 1813