;
جلال الوهبي
جلال الوهبي

مرسي وبالونات الاختبار 1860

2012-09-17 02:27:00


منذ تم الإعلان عن الفائز في انتخابات الرئاسة المصرية والرئيس مرسي ينتقل من تحدي إلى أخر وهو أكثر قوة وعزماً وثباتاً وإصرار، فهو وكما يقول المثل الضربة التي لا تقتلني تقويني على عكس ما كان يعتقده المتربصون به فقد أظهر بدلا من الضعف المتوقع قوة غير متوقعة وبدلاً من التراخي حزماً فوق الحزم وبدلا من السذاجة التي كانوا يمنون بها أنفسهم تخطيطاً وتكتيكاً وتدبيراً وحسن تصرف ما أفقد خصومه القدرة على الحركة أو المناورة أو الالتفاف.
لقد استطاع الرئيس مرسي وفي زمن قياسي استرجاع الصلاحيات التي أخذت منه قبل أن يستلم منصب رئاسة الجمهورية وأخذها من الذين حاولوا الاستئثار بها وأعادهم إلى أماكنهم الطبيعية المخصصة لهم ودون مواجهة أو تصادم وحتى المخططات التي حيكت ضده تحولت لصالحه وأهم تلك المؤامرات هي مؤامرة استهداف حرس الحدود المصري وقتل ستة عشر مجنداً وضابطاً بدم بارد في عمل إرهابي وجريمة لا يمكن تفسيرها أو تبنيها وقد كان الهدف منها إظهار الرئيس على أنه عاجز عن التعامل مع هذا الحادث بسبب أن المتهمين فيه هم من قطاع غزة الذي توجد فيه حكومة لها علاقة وثيقة بالجماعة والحزب الذي جاء منه الرئيس وحتى يظهر لمواطن المصري أن الرئيس عاطفياً حتى ضد مصالح شعبه ووطنه وحتى يظهر أن الرئيس ليس لديه خبرة في التعامل مع الأحداث الأمنية والعسكرية بحكم أنه جاء من خلفية مدنية وما لم يكن يتوقعه المخططون والمدبرون أن الرئيس مرسي سيتعامل بهذه القوة وبهذا الحسم وبهذا الدهاء وأن العملية التي كان الهدف منها إظهار عجز الرئيس قد انقلبت رأس على عقب وأظهرت رئيسا شجاعا محنكا لم يهادن ولم يجامل وقاد عملية أعادت سيناء الغائبة عن السيادة المصرية إلى مصر وبسطت نفوذ سلطة الدولة والقانون على شبه جزيرة سيناء وبشكل دائم بعدما عجز من سبقوه من أصحاب الخبرة العسكرية والشدة والبطش واستطاع أيضاً وبعد أن عجزت المؤسسة العسكرية عن حماية أفرادها وأن تمنع الحادث الإرهابي الحبان الذي حدث في رفح ضد حرس الحدود المصري من إعادة هيكلة القوات المسلحة وتجديها ومن خلال ضخ دماء جديدة في قيادتها بعد أن شاخت قيادتها وهرمت بحكم محافظة النظام السابق على القيادات السابقة التي كان يثق بها ويخاف من أي تجديد أو تحديث لأن ذلك لن يرضي حلفائه في إسرائيل والغرب ولأن قيادة شابة وجديدة غير موثوق بها قد تقوم بعمل انقلاب في أي لحظة يقضي على مشروع التوريث الذي قد قطع فيها النظام السابق شوطاً كبيراً لا يمكن التراجع عنه أو المخاطرة فيه.
لقد قالوا إن الرئيس مرسي وخلال أشهر استطاع أن ينجز ما احتاج الأتراك لسنوات بل لعقود حتى ينجزوه وخصوصاً في تثبيت الدولة المدنية وإخراج العسكر من السلطة وإعادتهم إلى أماكنهم الطبيعية في حماية الوطن والذود عن كرامته ومصالحة تحت قيادة سياسية مدنية.
وأما على صعيد السياسة الخارجية، فلقد استطاع الرئيس مرسي أن يعيد مصر كقوة فاعلة على القارة الأفريقية محاولاً استعادة المكانة التي كانت تتبوأها في عهد الرئيس السابق جمال عبد الناصر من خلال الاهتمام الواضح لإدارة الرئيس مرسي على التواصل مع أفريقيا وتقديم ما يمكن لدول القارة بعد التجاهل الكبير والواضح من قبل النظام السابق وترك أفريقيا حديقة خلفية للكيان الصهيوني يفعل فيها ما يشاء ولقد أعاد الرئيس مرسي ومن خلال مشاركته في قمة عدم الانحياز التي أقيمت في طهران التذكير بمصر كقوة لاعبة على الساحة الدولية خصوصاً أنها كانت واحدة من أربع دولة مؤسسة لهذه المنظمة واستطاع ومن قلب طهران أن يؤكد أن مصر دولة قوية تستطيع أن تتخذ المواقف التي تراها مناسبة بعيداً عن حسابات الزمان والمكان ولقد تجلى ذلك واضحاً في حديثه عن الثورة السورية وتأيده لها بالرغم عن موقف الدولة المستضيفة من الثورة السورية واستطاع أن يوصل صوت أهل السنة من قلب بلاد أهل الشيعة مفوتاً الفرصة على من كانوا يتربصون به من خلال هذه الزيارة لانتقاده ولتعكير صفو علاقته مع دول الخليج التي لها موقفه المعروف من طهران حيث أن زيارة الرئيس مرسي لطهران أثبتت لهم أن أجدى وأنفع من المقاطعة وأن الحكم ينبغي أن يكون على النتائج والمواقف لا على الظواهر والأحكام المسبقة وأنه يمكن من خلال التواصل تحقيق ما لا يمكن تحقيقه من خلال المقاطعة أو العداء.
ولذلك يتضح لنا أننا أمام رئيس يملك من الكفاءة والحنكة ما يمكنها أن يؤدي مهامه في إدارة الدولة المصرية على أحسن وجه ومن مصلحة الشعب المصري أن يساعدوا الرجل على خدمتهم وعلى خصومه أيضا أن يساعدوه لأن المرحلة تتطلب تعاون وتكاتف الجميع وبدلا من الانشغال في البحث عن أخطاء الرئيس وتتبع العثرات أن ينشغلوا في إعداد أنفسهم والتجهز للمرحلة القادمة خصوصا أن البلد قادم على مرحلة انتخابات واستفتاءات لا يجوز أن يقولوا إنهم غير مستعدين لها لأنه من غير المقبول تكرار مثل هذه الحجج والمبررات وليس من ذنب الغير أنهم غير جاهزين للمنافسة، فإذا كان ذلك فليتركوا الساحة لمن هم جاهزين وليتركوهم يعملوا و يصنعوا الإنجاز.

jalalalwhby@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد