;
جلال الوهبي
جلال الوهبي

كيف نتعامل مع الإساءة للرسول الكريم ؟ 2765

2012-09-16 02:26:30


الإساءة للرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ جريمة لا تغتفر وحادثة لا تمر ومن يرتكب مثل هذه الجرائم لابد أن يعاقب لأن الإساءة لشخص الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هي إساءة للدين الإسلامي وهي إساءة لربع سكان الأرض ولذلك فإن الإساءة للإسلام والمسلمين عن طريق الإساءة للرسول الكريم هو عمل مشين ينبغي أن يدفع مرتكبه وحده الثمن ولا ينبغي أن يدفع غيره الثمن لأن الله في القرآن الكريم يقول ((ولا تزر وازرة وزر أخرى)) ولا مانع من إيصال رسائل بحيث لا تسيء لديننا ومبادئنا وأخلاقنا وهناك الكثير من الطرق الحضارية والراقية التي استطاعت أن تغير حكومات وأنظمة ديكتاتورية وقمعية فما بالك بتصرف صبياني طائش من جماعة لا هم لها إلا نشر الكراهية والبغضاء وسفك الدماء وهم وإن مارسوا عملهم الدنيء من بلاد غير إسلامية وبلاد لهم تقاليدهم التي لا تجرم مثل هكذا أفعال وتصرفات مع أنه ينبغي أن تتغير قواعد وتشريعات تلك البلدان حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم والأخطاء الفادحة التي تجلب الكوارث والمآسي ولا تخدم السلم والأمن العالميين.
وهذا ما ينبغي علينا التركيز عليه من خلال الاحتجاجات السليمة والمقاطعة الفعلية لمنتجات الدول التي لا تأخذ مواقفنا من الإساءة لديننا ورموزنا الدينية بعين الاعتبار وينبغي أن نبتعد قدر الإمكان عن ردود الفعل العنيفة خصوصا أن الذين يتأذون منها لا ناقة لهم ولا جمل فيما حدث من إساءة واعتداء على الدين والمقدسات.
وفي هذا الخصوص كما هو محزن أن يقتل أمريكي داخل سفارة بلاده بذنب غيره وما كان ينبغي أن يكون جزاؤه هكذا، خصوصاً بعد الموقف الغربي تجاه الثورة الليبية والمساعدة التي قدمتها أميركا في الوقوف في صف الشعب الليبي بغض النظر عن أهداف أمريكا وحساباتها فبفضل هذا الموقف تم الحفاظ على الكثير من الدماء والأرواح من أبناء الشعب الليبي وما كان ينبغي أن يقابل هذا الجميل بهذه الإساءة.
كذلك فإنه وبمبدأ المعاملة بالمثل لا ينبغي الاعتداء على السفارات والقنصليات الغربية طالما وأن الغرب يحمون قنصلياتنا وسفاراتنا ومصالحنا في بلدانهم فكما أنهم يقومون بحماية مصالحنا في بلدانهم ينبغي علينا الرد بالمثل وبأفضل مما يقومون به.
كذلك فإن ما حدث لا شأن للولايات المتحدة به كما صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية بذلك وكما هو ملاحظ لمن يستخدم عقله في الحكم على مجريات الأمور وحتى من يستخدم عاطفته سيجد أن من يستحق العقاب هو من قام بالفعل المشين لا أن يدفع ثمنه مئات الملايين من الشعب الأمريكي.
صحيح أن الحكومة الأمريكية تتحمل جزءاً من الحدث والجرم لأنها لم تشرع قوانين تجرم مثل هكذا أفعال ولذلك يجب أن يصل امتعاضنا من موقفها هذا إليها وكما قلت فالطرق والوسائل لإيصال موقفنا إلى الحكومة الأمريكية كثيرة ويمكن أن تحدث تغير.
وفي هذا الخصوص أيضاً يجب أن يستمع إلينا العالم وينصت إلى مطالبنا التي نكررها عقب كل إساءة إلى الرموز والمعتقدات الدينية بأنه يجب أن يصدر تشريعاً عن الأمم المتحدة يجرم كل إساءة للرموز والمعتقدات الدينية بحيث نضمن أن لا تتكرر مثل هذه الإحداث ومن يكررها يكون تحت طائلة القانون والعقوبة لأن الاستمرار في مثل هكذا ممارسات وجرائم وتعدي على المقدسات يقوض السلم والأمن الدوليين وعلى العالم مجتمعاً أن يعمل على عدم تقويض السلم والأمن الدوليين وأن يحارب من يسعى لفعل ذلك كما وقف من قبل ضد النازيين والفاشيين والمتطرفين لأنه لا ينبغي أن يسمح العالم لحفنة من المتطرفين والحاقدين أن يسعوا إلى تعكير الصفو والسلم والأمن ونشر الفوضى والخراب والدماء على مستوى العالم.
وعلى المستوى الحقوقي والقانوني على كل من تضرر من هذه الجريمة تضرراً مباشراً سواء من سقط لهم شهداء أمام السفارات وجرحى أن يرفعوا قضايا على منتجي ومسئولي الفيلم المسيء للإسلام، مطالبين بالعقوبة القصوى والتعويض بصفتهم مسئولين عن الأحداث التي نتجت بسبب الفيلم وعلى المنظمات الحقوقية أن تقوم بهذا الفعل ومساعدة من لا يستطيعون القيام بذلك.
وعلينا كمسلمين أن ننتصر للرسول الكريم من خلال التحلي بأخلاقه وقيمه ونشر دعوته وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام ونشر سيرته صلى الله عليه وسلم وإبراز مناقبه وشمائله وتوزيع الكتب المترجمة التي تتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الإسلام وننشط من جديد في نشر الدعوة إلى الله وإلى الإسلام، باذلين أقصى جهد في سبيل ذلك بعد طول تراخي ونوم وبهكذا نحول حدث الإساءة إلى حدث آخر غير ما يحبون، يسهم في نشر الدعوة وإدخال الكثير من غير المسلمين إلى الإسلام ليكون ذلك أكبر رد وانتصار للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وللإسلام.
وعلى ذكر المواقف الغاضبة من الفيلم المسيء للإسلام ينبغي أن نسأل أين مثل هذه المواقف مما يجري على الأرض السورية من انتهاك للمقدسات والحرمات من تهديم للجوامع وحرق للمصاحف وقصف للمآذن واغتصاب وذبح للحرائر والأطفال فأين الغضب على مثل هكذا أحداث هي أكبر مما حصل في أمريكا.
jalalalwhby@gmail.com
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد