هل يعقل أنه بعد كل هذا المشوار الرياضي البالغ الطول على امتداد عدد من السنين يكاد يقارب المائة عام أن نجد أنفسنا بعد كل هذا المشوار الطويل من الممارسة الرياضية نتساءل حول ماهية الحصاد الرياضي لهذا المشوار؟!!.
حيث للأسف الشديد إننا وجدنا أنفسنا أمام حصاد ضئيل يكاد يلامس الخواء والفراغ وذلك لأسباب جوهرية تتمثل في انعدام التعامل الحضاري أثناء الممارسة الرياضية كشكل ومضمونا ً وأهدافا.. ولذا وفي الغياب الصريح لاعتماد نهج التخطيط والبرمجة لتسيير دفة الممارسة الرياضية واعتماد المزاجية والعشوائية والارتجالية كأسلوب غير حضاري لدى التعامل مع الأسس العامة للممارسة الرياضية حيث أن البعض أعتبر الممارسة الرياضية مجرد لعب عيال ليس إلا.
إن كل هذا وذاك جعل من تواصل الإخفاق والإحباط نتيجة طبيعية لذلك، وهكذا كان الخواء والفراغ وعدم التطور، هو نتاج حتمي لذلك الغياب الصريح للتعامل الإيجابي والحضاري مع الممارسة الرياضية كنوع من أنواع التطور المتعدد الجوانب للمجتمع.
والأغرب حقا ً أن القائمين على أمور الشأن الرياضي يبدو عليهم بأنهم استمتعوا بكل هذا الخواء والفراغ والحصاد الرياضي الباهت.
والدليل على ذلك عدم قدرتهم أو بالأصح رغبتهم الحقيقية في تحقيق النقلة المنشودة والمرغوبة والمأمولة لتطور الممارسة الرياضية والإرتقاء الموفق بها إلى مصاف الطموح الرياضي المنشود.. ترى إلى متى تظل ممارستنا الرياضية هامشية هكذا ومتى يحين موعد التغيير المنشود ؟؟!!.
مشاركاتنـــا سريعـــة الذوبـــــان *******
منذ ُ أن استهل عهدنا بالمشاركات الرياضية الخارجية ظلت هذه المشاركات تلازمها صفة مزمنة ألا وهي أنها مشاركات سريعة الذوبان، وذلك لأنها تعد ترجمة حقيقية لواقع وجوهر الممارسة الرياضية التي تعاني من التدني والإخفاق .
وهكذا وكما يقال في الأمثال (كل إناء بما فيه ينضح).. ومن المؤكد أن حال مشاركاتنا الخارجية الرياضية لن يستقيم ما دام وضع الممارسة الرياضية مائل وآيل للسقوط والوقوع.. فمتى ينصلح الحال؟!.. الإجابة الشافية عند أهل الحل والعقد، فهل هم فاعلون؟؟!.
علامـــات مضيئـــــــة ******
وحتى لا أبدو سواديا ً ومتشائما ً على طول الخط اعترف بأنه في مشوارنا الرياضي الطويل – كانت هنالك علامات مضيئة رغم قلتها – ألا أنها شكلت نقاط انفراج سعدنا بها لبعض الوقت.. ورغم قلة هذه الانفراجات إلا أنها كانت مجرد اجتهادات ذاتية.
والغريب حقا أن هذه العلامات المضيئة جاءت عبر جهود فردية لأبطال وبطلات الألعاب الفردية التي تعاني من انعدام الاهتمام وشحة الدعم وقلة الرعاية.
ولكن هذه العلامات المضيئة بحاجة ماسة إلى المزيد من الاهتمام والرعاية والدعم حتى تواصل تألقها وإنجازاتها لتظل دوما ً علامات مضيئة وسط ما يحيط بالممارسة الرياضية من إحقاق وإحباط وتدني.. والله من وراء القصد.
عوض بامدهف
جعجعة الممارسة الرياضية.. وخواء الحصاد 2110