لا أحد يعرف على وجه الدقة لماذا كلما رفع رئيس الاتحاد العام لكرة القدم أحمد العيسي عصاه في وجه وزارة الشباب والرياضة (مُهدداً) إياها بإيقاف مسابقات الاتحاد نجد الوزارة تقيم الدنيا ولا تقعدها عبر تصريحات لمسئوليها في وسائل الإعلام مُدعمة بمقالات من الإعلاميين الذين يعيشون تحت إبط وزير الشباب والرياضة كجعجعة بلا طحين؛ وفي نهاية المطاف ينتصر رافع العصا حاصلاً على مبتغاه..؟!
في فترة سابقة في سياق متصل بالمشهد ذاته حدث صراع قوي بين وزير الشباب والرياضة الأسبق عبدالرحمن الأكوع ورئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم حسين الأحمر الذي جاء كحل وسط بعد الاستقالة المُتفق بشأنها التي قدمها رئيس الاتحاد حينها محمد عبداللاه القاضي؛ وكان نتيجة الصراع هو إيقاف مشاركات المنتخبات اليمنية خارجياً من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بحجة (التدخل الحكومي) في شئون الاتحاد اليمني وهو ما لا يتوافق مع لوائح (الفيفا) ثم عادت الأمور إلى ما كانت عليه قبل الإيقاف: ليس للحكومة اليمينة - وزير الشباب والرياضة- (أي سلطة) على الاتحاد اليمني لكرة القدم باستثناء جمعيته العمومية مع أن معظم (فلوس) هذا الاتحاد (يتم استلامها) من وزارة الشباب والرياضة في حين (لا يعلم) أحد بالضبط كيف (يتصرف) الاتحاد العام لكرة القدم بالمبالغ التي يستلمها كل سنة من الاتحادين الآسيوي والدولي..؟!
قبل فترة ظهر العيسي رافعاً عصاه مجدداً في وجه وزارة الشباب والرياضة سالكاً السلوك ذاته؛ لأن وزارة الشباب والرياضة (تأخرت) في صرف المخصصات المالية للاتحاد العام لكرة القدم، ولاحظنا - وفق السيناريو المُشار إليه بعاليه- إنبراء العايشين تحت إبط الوزير لممارسة ما هو مطلوب منهم من جعجعة دون أن يكون لها أي طحين، وهكذا (يتكرر) المشهد ذاته كل عام وإن اختلفت التفاصيل في كل مرة.
مطلع العام الحالي؛ وتحديداً بتاريخ 4/1/2012م ظهر وزير الشباب والرياضة معمر الإرياني عبر وسائل الإعلام (يؤكد) أن المبالغ المعتمدة لوزارته غير كافية لأنشطة الاتحادات، وقال بالنص في الخبر المنشور في "أخبار اليوم" بتاريخ 5/1/2012م: "وزارة الشباب والرياضة وضعت خطة ستقدمها لوزير المالية للاعتماد، علماً أن المالية أكدت من قبل أن ميزانية الشباب والرياضة للسنة الجديدة هي ذاتها ميزانية الموسم السابق، وهو ما لا يتوافق مع البرنامج الذي قدمناه لمجلس النواب في إطار خطة الحكومة للمرحلة الراهنة للعمل وفق مسار جديد في إطار العمل الوطني".
لكن في ما يخص الاتحاد الرافع عصاه في وجه الوزارة كلما اقتضت أموره كذلك و(العصا لمن عصى)؛ رأينا الوزير يقول بالنص: ""ندرك أن هذا الاتحاد صاحب اللعبة الأكثر شعبية في العالم، ولهذا أضفنا له (300) مليون ريال كدعم للمنتخبات الوطنية، وفيما يخص الأندية الرياضية سنخصص (332) مليون ريال توزع حسب تصنيف الأندية.. واللجنة الأولمبية (50) مليون لانتخابات الاتحادات والأندية، و(40) مليون للمؤتمر الوطني للرياضة، و(60) مليون للائحة الصحية للاعبي المنتخبات الوطنية"!
أنظروا بدلاً من وضع حد (لإهدار) الأموال التي يتم صرفها من قبل الوزارة لهذا الاتحاد يتم (مضاعفة) الأموال المخصصة له؛ بل ونجد ذلك يحدث تحت وقع الأسطوانة المملة ذاتها الموضحة بعاليه..!
سامي الكاف
رافع العصا في وجه وزارة الشباب والرياضة ما زال ينتصر! 2544