قال أحد الشعراء اليمنيين ما معناه: عندما قتلوا الحمدي ماتت أحلام أبي، ولو قتلوا ياسين سعيد نعمان ستموت أحلامي أنا..
هكذا صور هذا الشاعر قتل الأحلام على مراحل، وأد الأرواح بلا رحمة كان حلم أبيه أن يرى الحمدي رئيساً لمرحلة البناء والتكوين في مطلع سبعينيات القرن الماضي لكن حلم أبيه انهار وتوقه إلى دولة مدنية سرعان ما زال، ذلك الأب ربما هاجر أو مات أو عاش بائساً بين ذكريات لا تسمن ولا تغني من الجوع، أما الابن الذي يرى في الدكتور/ ياسين سعيد نعمان الفكرة الجديدة، الشخصية النقية، اليد النزيهة، الرجل الإنسان، من عرف السياسة وحتى اللحظة، لمجرد أن يتعرض لأذى متعمد، ذلك يعني أن الفكرة قد تستهدف وأن الشرفاء قد يتساقطون تباعاً وأن القيم التي نراها تمشي برجلين قد نفقدها، ليس الموت سوى لحظة لكن الفقد هو كل اللحظات، فمن يحتمل أن يفقد رجلاً كالدكتور ياسين سعيد نعمان في هذه المرحلة بالذات؟!.
خبر محاولة اغتياله تعني الكثير لي ولمن طحنتهم المعاناة لأننا ننظر من باب واسع، فالمستقبل يحتاج إلى شرفاء نمضي معهم وبهم، إلا قادة يحبون الوطن، وبالتالي سيخلصون له وسيحققون أحلامنا، ليس في الثراء، بل في الدولة المدنية التي تساوي بين كل اليمنيين، الدولة التي تفرض هيبتها وتحمي مواطنيها، ياسين وأمثاله هم من نصدقهم ونحسب أن لهم باعاً في نسج المستقبل الذي نأمل ألا تبتر أوصاله من الآن، فأي عمل قبيح هذا، قتل الأمل، النور، وأد الحلم.
إن اليمن فقدت خلال المرحلة السابقة خبرة رجالاتها وهذا تاريخ مؤلم، حتى أصبحت الدولة بلا رجال أقوياء إلا الثلة الحاكمة، فقدنا أقوى الرجال وأنبلهم، بل أنفعهم للناس للوطن، والآن يتعرض من تبقى لمحاولات اغتيال، خاصة أولئك الذين يمثلون العامة من الناس ضمير الأمة وحلم الثياب، أتمنى أن تنتهي عمليات الاغتيال السياسية وتصفية القادة من عسكريين ومدنيين لأننا وإن لم نعرف القتلة، فالشعب يعرف ملامح جرائمهم التي تعودا ارتكابها وقد يكون رد فعله قاسياً، لأن الآلام لو فتحت على مصراعيها سيكون نزفها حاراً.
حماك الله يا د. ياسين من كل سوء ومكروه وبلغك الغد الجميل الذي ترى فيه اليمن كما تود أنت وسائر الشعب الحالم والمتفائل.