العالم يتحدث عن التحدي النووي والفضاء ونحن نتحدث عن تحدي القمامة، قدرنا أن نكون متأخرين أو بالأصح اختيارنا أن نكون دولة متخلفة، البركاني – شيخ النظام السابق وأبرز منظريه- يتحدى حكومة الوفاق، أتحداهم لو يزيلوا أكوام القمامة من العاصمة، وكأننا في العهد "البركاني" السابق كنا ننعم بمدن نظيفة تضاهي عمّان - العاصمة الأردنية- مثلاً، أو كأن شوارعنا كانت خالية من الأوساخ والقاذورات، ليس دفاعاً عن حكومة الوفاق التي فيها 50% مؤتمريون و50% من المشترك، حيث لم يشترك هؤلاء الوزراء في شيء سوى تبادل تصريحات كل من على قمة حزبه، وكأنهم "جهال" أيامنا كان وأيامكم ابسروا! أيامنا كل شيء تمام وأيامكم شوفوا التغيير!!.
حصل ما حصل وكان لا بد أن يحصل، لكن أن نتحدى بعض أو يتحدى رموز النظام السابق حكومة الوفاق بالقمامة، فهذا تدني لا يرتقي لمستوى التحديات المطلوبة، إن تعيين الأستاذ/ عبدالقادر هلال هذا أكبر إنجاز لأن العاصمة كانت لنفر من الناس هم يديرونها، والرجل لا أعرفه شخصياً لكن سمعته جيدة وإداري محنك، بدأ بإزالة أرتال القمامة والأسواق العشوائية، والفريق العامل معه، لكن كلما رفع جبل من المخلفات وجد تحته جبلاً آخر.
كنا نتمنى أن تخصص إحدى الفضائيات الحكومية أو الخاصة تخصص جرعات توعية عن النظافة لكل فئات الشعب بشكل مستمر، لأن الجميع يتعامل مع الشارع وكأنه لا يعنيه ولا يخصه، أهم شيء بيتي ودكاني، هناك قصور في الوعي بأهمية النظافة وهناك نظرة دونية لعمل النظافة والعاملين في هذا الحقل.
أمام هلال مهمة كبيرة وليست سهلة إلى جانب أن هناك من يحاولون إعاقة عمله، هناك من يسعون إلى إفشاله لكن الله يبارك دوماً في الجهود المخلصة، لوجه الله وللمؤمنين، وسوف ينجح هلال في خلق عاصمة نموذجية يفخر بها كل اليمانيين.
إصلاح أوضاع العاملين في النظافة أمر هام، فهذه الفئة نفسها غير مهتمة بنظافة نفسها، سكنها، مأكلها ومشربها، هنا تكون المسألة أداء عمل دون الإيمان به، أي أنهم لا يتمثلون النظافة وليست مهمة في حياتهم، أليس من الأولى أن توجه لهم توعية بذلك لتحسين أوضاعهم والخروج من الواقع البائس من خلال الاهتمام بالنظافة الشخصية، نظافة السكن، نظافة البيئة عموماً، بحيث يخضع هؤلاء لدورات تدريبية وجرعات توعية ويكون لهم مشرفون يراقبون تحسن الأداء وتطور عملية النظافة وهكذا، كما أرى أن يكافأ ويكرم من يلتزم بالتعليمات والمظهر النظيف ويرتقي بنظافة سكنه.
عقال الحارات دورهم غائب في المرحلة الحالية، عليهم التبليغ عن تراكم القمامة، عليهم منع المواطنين من الرمي خارج البرميل، عليهم التنبيه لإزالة بقايا البناء وأرتال التراب وآثار الحفر و...إلخ، كلٌ مسؤول في حارته عن التشجير والأرصفة وغيره.
ألم أقل لكم أمام الأستاذ/ عبدالقادر هلال – أمين العاصمة الجميلة- ملفات كثيرة وكثيرة؟! وفقه الله.
محاسن الحواتي
تحدي القمامة!! 2052