هو تنظيم على وزن "تنظيم الإخوان المسلمون" وكذا على طريقة تنظيم "الإخوان المسيحيون" في مصر الذي رفضته الكنسية، ربما لأنهم لا يرون في التسمية ما يغري أو لأن دينهم غير مسيس بشكل طاغ وربما لأن الأخوة الأقباط ليس لديهم نفس الإخوان "المسلمون" ولا الروح القتالية أو الطريقة الدعوية، وأخيراً ربما لأن الأقباط لا يسعون إلى دولة دينية.. أما تنظيم الإخوان "المستقلون" والذي أرى أن ينبري أحد المستقلين المخضريين بتأسيس هذا التنظيم لأن المستقلين هم دائماً بعيدون عن التسويات السياسية وعن الحوار الوطني وعن كل المشهد السياسي وفي الثورة هم الشهداء والجرحى وهم المناضلون، ويأتي أحزاب اللقاء المشترك بكل أطماعهم ليرشحوا بعضهم في المناصب وفي اللجان المختلفة وكأنهم الوحيدون الذين يتملكون حق امتلاك السلطة، في المرحلة الانتقالية فهم أعدل الناس في إنصاف أنفسهم تماماً كما كان يفعل المؤتمر الشعبي العام.
ولأن المستقلين أغلبية صامتة لا أحد يمثلها، يستضعفها الناس من السياسيين وعندما يأتون فرادى يطلبون منهم حزباً أو جهة ترشحهم أو تزكيهم، وإذا جاؤوا جماعة قالوا لهم كونوا لكم حزباً أو جمعية أو منظمة!!.
ولأن المستقلين لا يطمحون في دولة دينية أو في دولة علمانية فهم عالم آخر من الاستقلالية الفكرية والإنسانية الراقية، بعيداً عن التعصب الحزبي المقيت والانتماء المذهبي والعقائدي الضيق.. أنتم نسيج يحفظ توازن هذا الوطن المتأرجح بين الإرادة والرغبة الأميركية والطموح لجماعات الدين المسيس، المستقلون كإخوان لا خوف منهم، لأنهم لن يصادروا رأي أحد ولن يفكروا أو يكونوا فاسدين ولن يؤثروا أنفسهم على غيرهم.
في قطاع المستقلين كفاءات جديرة بالاحترام في كل المجالات لا يتحدثون عن أنفسهم، لأنهم يعتبرون ذلك عيباً، بل تتحدث أعمالهم عنهم وتجدهم مانعتهم قيمهم من أن يسألوا عن المناصب والترقي ويحسبهم الجهلاء أنهم بلا طموح، ولكن من عدالة الله في الأرض أن يعطي كل ذي حقه حقه، طالما تعلم وأنجز وامتلك القدرات والمهارات، إلا في بلادنا كما تعلمت كلما زادت الحرب ضدك، كلما تميزت كلما قادوا حملات تهميش ضدك وهكذا يعتلي ظهر البلاد كثير من أنصاف المتعلمين والانتهازيين وتسود ثقافة (صاحبي وصاحبك) و(مصلحتي ومصلحتك) الثقافة الانتفاعية الآنية التي لا تحكمها قيم.
حزب الإخوان المستقلين من الأحزاب المنافسة التي سينضم إليها آلاف الناس ومعظم الشرفاء والحالمين بوطن أفضل والرافضين لسياسة الطحين الأميركي-السعودي-اليمني التي تحدث الآن، مقدمة لنا حلول ناجعة ومؤلمة في المستقبل.
هل ننتظر من المستقلين أن يقوموا بدور فاعل فيما يحدث في الوطن.. لماذا الصمت وإلى متى؟!.
محاسن الحواتي
تنظيم الإخوان "المستقلون" 1850