التسول عادة سيئة وعمل قبيح ومظهر غير حضاري انتشر في الآونة الأخيرة في بلادنا وفي كثير من الدول العربية بشكل ملحوظ وعلى مستوى الحكومات والأنظمة التي جعلت من الشعوب مجموعة من المعاقين والأيتام والمشردين لكي يتسولوا بنا من الشرق والغرب وكله "لاجيوبهم" في المستشفيات في المساجد في المدارس في الشوارع في البيوت وفي المطارات والمنافذ البرية الحدودية ستجد من يشحت بالعملة الصعبة " ويصرف لك ويرجع الباقي بالعملة الصعبة أيضاً".
في كل مكان وفي كل زمان بالقران بالأطفال بالعاهات بالأعراض بالثورة يستخدمون كل الوسائل في مهنتهم الحقيرة، الأحزاب تشحت والمنظمات تشحت والحكومة تشحت والشاعر مثل الكاتب يشحت، لكل منهم طريقته وأسلوبه في التسول.
قال صلى الله عليه وسلم «من سأل وعنده ما يغنيه، فإنما يستكثر من النار أو من جمر جهنم٬ فقالوا: يا رسول الله وما يغنيه؟ قال: «قدر ما يغذيه ويعشيه"،كم عجبت من تلك الأسرة التي جمعنا لها بعض الكيلوهات من الأرز ولكنها رفضته لأنه أمريكي وهم لا يأكلون إلا الأرز البسمتي!.
وآخرون يتسولون كي يوفروا حق الجيلي والكريم كراميل والطرمبة في رمضان يعني لا يبحثون عن القوت الضروري، بل يبحثون عن الكماليات وأخرى اعطتها سيده ميسورة دجاجه فقالت وهي غير راضيه ما فيش بطاط وثالثة تشحت قات وحق التتن لها ولزوجه لأنهم موالعة.
قال العلماء: لا يحل لأحد أن يسأل شيئاًً إلا عند الضرورة، إذا اضطر الإنسان فلا بأس أن يسأل ، أما أن يسأل للأمور الكماليات لأجل أن يسابق الناس فيما يجعله في بيته، فإن هذا لا شك في تحريمه، واعرف ضباط وموظفين و معلمين وغيرهم من أصحاب المهن التي تسترهم يأخذون الصدقات من الشئون ومن بيت هائل ومن أكثر من جهة بينما لا تجد اسر معدمه من يعطيها مائة ريال في الشهر ولم تسجل أو لم يقبل تسجيلها بسبب كثرة المسجلين ممن لا يعدون من أصناف الزكاة والصدقة الذين يبحثون عن زيادة في المال لكي يوفروا لأولادهم أكثر من بدله وأكثر من فستان في العيد وحق الحديقة وحق القات وهم بهذا الفعل يقطعون الطريق أمام الخير كي لا يصل إلى من يستحقونه ممن يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
قال صلى الله عليه وسلم((لا تزالُ المسألةُ بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجههِ مزعةُ لحمٍ )) متفق عليه، يعني لا يزال الرجل يسأل الناس- يعني يسأل المال- حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم. نسأل الله العافية.
من طرائف المتسولين:
في السوق رجل طول بعرض " ظهره سع الباب" يشحت من كل راكبي الباصات قائلاً" أنا جاوع أنا جاوع أشتي آكل" هكذا طوال اليوم جاوع ويشتي يأكل له أكله تؤكله و جائتني امرأة تبكي زاعمة أن أمها ماتت ولا تجد قيمة الكفن، فلما أخرجنا لها كفن صرخت في وجوهنا وشتمتنا وفرت هاربة وخامسة قلت لها ما عندي صرف ألف ريال حتى أعطيك قالت هاتي باصرف لك!!
يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف:
وإذا أردت أن تعرف المتعفف هذا فانه لا يسأل الناس إلحافاً و لا يدق الأبواب ولا يجوب الشوارع وان أجبرته الحاجة فهو يسعد بما تجود به عليه وان كان بعض الريالات ويدعو لك بالخير عكس ذلك المتسول الذي يقلب ما تعطيه بين كفيه قائلاً" وهذه مو اعمل به" وحتماً سيدعو عليك إذا مررت من جواره ولم تعطه أو قلت له الله كريم.
قال صلى الله عليه وسلم:
(( ليس المسكينُ الذي يطوفُ على الناس تردهُ اللقمةُ واللقمتانِ، والتمرةُ والتمرتانِ ولكن المسكين الذي لا يجدُ غنى يُغنيه، ولا يفطن له، فيتصدق عليه، ولا يقومُ فيسأل الناس)) متفق عليه.
دعاء اليوم:
اللهم ارزقنا الإخلاص واهدي بنا كثيراً من الناس
أحلام القبيلي
متسولون والله اعلم!! 2783