× هذا العنوان ينفتح على افتراضية أننا سعداء اليوم وكنا سعداء بالأمس.. لا وكلا، فقط بلادنا تمر بتحولات ما بعد الثورة السلمية وقطاع كثير من الناس لا يدرون ما هي التحولات ومآلاتها ومستقبلها، لأن عامة الشعب مشغول بلقمة العيش ورجالات السياسة والمؤسسات الدينية القدامى يأتون بوجه جديد هو الحوار.. والرجالات المنزاحون بالقوة عن المشهد السياسي يدعمون عدم الاستقرار ويشجعون التنظيمات الإرهابية نكاية بالشعب المشغول برغيف الخبر.. أي معادلة هذه وأي دوامة تلك التي تصيبنا بالدوار والصداع؟
× إذا افترضنا أن اللاعبين السياسيين وأصحاب الدين المسيس هم أهل الدولة، فينبغي أن نسأل كما سأل أحد الكتاب العرب ذات يوم.. هل تقوم الدولة بالمهام بتفويض من المجتمع أم رغماً عنه؟ في اعتقادي أن الدولة لم تفكر بأي تفويض، فبدون المهام لن تكون دولة وكذلك المجتمع بلا دولة لن يكون، لذا لا حاجة لتفويض، هناك اتفاق غير مكتوب بأن يحمى كل واحد الثاني.
× رغم وجود دولة في مهب الريح ومجتمع شبه تائه تتقاذفه الرؤى السياسية والدينية، أي المذهبية واللارؤى.. إلا أن الإنسان اليمني تواق لحياة يسودها الأمن والاستقرار والقانون والنظام ليكون سعيداً.. فالتعاسة القادمة، ليس من باب التشاؤم ولكن ولادة طبيعية تحدث في الوعي الجمعي عندما يدكر كما كان هذا الشعب مظلوماً، منهوباً، مقتولاً، فقيراً إلى حد الرثاء، المعرفة تولد البؤس والتعاسة، فالقادم سيطرح البدائل المتعددة والخيارات التي لم تكن من قبل، سيدرك الشعب أنه في حاجة إلى البكاء لأن الحق عندما تبزغ شمسه يعني أن هناك أشياء تحدث في النور.
× الكاتب السوري بوعلي ياسين قال (لا بد من التفريق بين أجهزة الدولة ومسيريها، إذا كان عامة الناس يطالبون بسلطة القانون وتطبيقه على الجميع فليس دائماً لقوة إيمانهم بعدالته، بل لأن القانون مهما جار يحفظ لهم حداً أدنى من الحقوق!).
نعم القانون يحفظ حداً أدنى من الحقوق، تخيل عندما يترك المواطن السلطة الشيخ، مدير الناحية، رئيس القسم، عاقل الحارة؟ الدولة التي تقوم بواجباتها ومهامها هي الدولة التي تحمي أفرادها وتحفظ كرامتهم وسيادة أراضيهم، لكن عندما لا يؤمن مسيرو الدولة بهذه القيم والأدوار والثوابث يحدث مثل كل المشاهد الدرامية البائسة التي نجدها في بلادنا وفي بعض الدول العربية.
× متى يعتزل رجالات السياسة والإسلام المسيس القدامى الملعب السياسي ويرتاحون قليلاً ويريحونا كثيراً حتى لا تكون تعساء الغد؟.
محاسن الحواتي
ما أتعسنا غداً.. 1918