بناء على رغبة الوالد بقضاء رمضان لديه مع الأسرة في عدن، اعتبرت ذلك فرصة أيضاً لأكون قريبة من القضية الجنوبية وملامسة أبعادها عبر السماع للجنوبيين ومناقشتهم في قضيتهم.
وخلال عشرة أيام أستطيع القول إنني بدأت أفكر بالالتحاق بالحراك الجنوبي والمطالبة بفك الارتباط ليس نصرة لإخواننا في الجنوب وليس لأني من دعاة هذا المبدأ وإن كان في تصوري أن حق تقرير المصير من حق أي شعب، ولكن المعاناة التي عانيتها مع أبناء الجنوب خلال هذه العشرة أيام والتي يعلم الله كم سوف تستمر من انطفاء الكهرباء بتلك الطريقة الاستفزازية ـ والتي عندما كنت أسمع أهلي بالتلفون يبلغوني أن الكهرباء طافية في عدن أرد عليهم قائلة أكيد أنها تنطفى عندكم بالكثير خمس دقائق أو بالكثير الكثير نصف ساعة في حالة إذا كان الوضع سيء لدى حكومتنا التوافقية.
وليعذرني الجميع في صدمتي التي لم أستطع أن أخرج منها حتى الآن وأنا أرى الكهرباء تنطفي في عدن ساعتين وتشتغل ساعتين.
في البداية لم أشعر بالأمر كثيراً لأن أسرتي كانت تمتلك مولداً كهربائياً ولكن عندما بدأ البترول ينفذ ولم يتواجد من يعمل على تعبئة المولد، ظلينا يومين كاملين بلا مولد، شعرت فيها برغبة كبيرة في الخروج إلى الشارع وقطعه احتجاجاً على هذا الوضع.
كنت أريد أن أخرج وأعمل أي شيئاً يعبر عن احتجاجي،وإهانتي كمواطن، شعرت برغبة جامحة برفع لافته تنقلها جميع وسائل الإعلام أين حكومة الوفاق أم أنها حكومة الطلاق.
يبدو أنهم كعلي صالح سيظلون يدورون في رحى العملية السياسية وصراعات المصالح بعيداً عن هموم المواطن الأساسية.
لو كانت حكومة الوفاق تمتلك مشروعاً ثورياً لإنقاذ هذا البلد فما بالكم بشعب يريد فك الارتباط لما كان هدأ لها بال حتى توجد حلولاً عاجلة لبعض المشكلات التي تساهم في تفاقم القضية.
لو كانت حكومة الوفاق ثورية خالصة لما استطاعوا أن يناموا يوماً واحداً وإخوانهم الجنوبيون لا يستطيعون النوم من عذابات الكهرباء ليل نهار وحر عدن الذي كأنه نار تصليهم وحكومتنا كأنها تقول لهم (ولدينا مزيد).
ولكن لأنها حكومة استمرأت أساليب علي صالح في علاج المشكلات الاجتماعية بطريقة التهدئات وعلى أقل من مهلها، لا تدرك هذه الحكومة أن بعض الأولويات الصغيرة هي أهم من الحوار الوطني وشكل الدولة وصياغة الدستور.
لو تدرك حكومة الوفاق أنها لو جندت نفسها لتحويل الكهرباء إلى قضية رأي عام وحوار وطني مباشر مع الشعب عبر وسائل الإعلام واستدعاء جميع الخبراء وأصحاب المقترحات والتجار الوطنيين والمواطنين ووضعت أمامهم المشكلة، بنوع من المسؤولية لا تهدأ حتى تجد حلاً لهذه المشكلة يعبر عن صدقها وإخلاصها لأوجدوا لها حلاً ؟.
هل تدرك حكومة الوفاق أن 100 ريال إذا استلفتها الدولة من المواطنين (ولا أظن أنهم سيرفضون لو شعروا أن حكومتهم صادقة في حل مشاكلهم)لو تم استقطاعها من رواتب الموظفين مائة ريال فقط لكفت لشراء مولدات ضخمة تنير مدينة عدن وتعز بلا انقطاع.
هل تدرك أن عليها أن تفكر بطريقة ثورية ووطنية تجعل هذا الشعب غايتها وأولوياته هي أولوياتها،لا أن تجعل السياسة أولوياتها التي تعتقد أنها الحل لكل المشاكل.
على حكومة الوفاق أن تدرك أن الشعوب لها طاقتها الاستحمالية تجاه أي قضية من القضايا، وإذا لم تخرج من دائرة الاكتفاء بالبحث عن حلول في إطار السياسي فإنها ستصل إلى نتيجة تندم عليها عندما تخرج الأمور من زمام سيطرتها ويومها لن ينفعك يا محافظ عدن ويا حكومة الوفاق تجييش كل جيوشكم لتهدئة الأوضاع لأن القضية ليست إحلال أمن وتهدئة الفوضى، لأنها تحولت إلى رغبة في الانتقام من كل شيء بعد أن يكون الناس قد شعروا بأنهم قد فقدوا كل شيء.
هل تدرك حكومة الوفاق أنها بسياستها الفاشلة في عدم ادارك أولويات المواطنين في هذه المرحلة ستعيق كل حلول سياسية تحاول الوصول إليها.
*إلى عبدربه منصور
لماذا أميركا والسعودية ودول الخليج رغم معرفتهم بمشكلة الكهرباء في اليمن وما تتركه من آثار نفسية على المواطنين، لماذا لم يبادروا بمبادرة كالمبادرة الخليجية لإمداد اليمن بمولدات جديدة هي ضمن ميزانية دولهم تعتبر تسالي توزعها لشعوبهم ؟؟.
ألفت الدبعي
لماذا فكرت الالتحاق بالحراك الجنوبي ؟ 2188