قررته قبل سنوات خلت عندما كان يعمل وقبل عامين مررت به وهو مغلق لا يعمل، كيف توقف نبض هذا المصنع مع أن القطن موجود في بلادنا وفي بقية دول العالم والآلات الصينية التي توقفت يمكن شراء غيرها والعمالة اليمنية متوفراً إلى درجة البطالة.. ترى ما هي الأسباب ولماذا توقف نبض المصنع الذي كان يوماً ما يعول أسراً كثيرة ويعود بالنفع للدولة.
كما تعلمون أن مصنع الغزل والنسيج في صنعاء كانت يد عمالة من النساء المكافحات في صنعاء واللاتي نهضن بهذا المصنع ولهن تاريخ مع هذا الصرح العريق، فالنساء ا لعاملات في المصنع شاركن في كل التحولات الاقتصادية والسياسية التي مرت بها اليمن منذ الستينات وحتى لحظة كتم أنفاس المصنع.
المشاريع الإنتاجية المملوكة للدولة ذهب نصفها في الخصخصة إلى ملكية من يرعون الخصخصة، ويهتفون لها والنصف الآخر فشل إما بضمه إلى مشاريع متعثرة وفاشلة أو بتدميرها بالإهمال حتى لا يكون هناك مشروع له تاريخ أو مشروع يحمل ملامح فترة سابقة أو بصمات لأناس نجحوا في شيء لصالح الوطن.
مصنع الغزل والنسيج بالإمكان أن يتحول إلى مصنع إنتاجي وتعاد إليه الحياة من جديد من خلال أدوات جديدة وحديثة وبإرادة خلاقة وبتأهيل شامل للعاملة وللمصنع وتحول الآلات القديمة والمكائن إلى معرض صغير يحكي تاريخ المصنع والمراحل التي مر بها كما يحكي عن صناعة الغزل والنسيج في اليمن وبقية الدول التي لها دور في هذا المجال أو دعمت بلادنا في ولادة هذا المصنع أو بقية المصانع في الجمهورية.
لا ينبغي أن يكتب التاريخ من حيث نحن الآن، بل من حيث ما بدأ، من حيث سطره أسلافنا وهذا دليل على تحضرنا ووعينا المتقدم ولا ينبغي أن نهدم القديم لتشييد الجديد، لأنه من الطبيعي أن يتعايش القديم مع الجديد.
زراعة القطن وإنتاجه من يلتفت لها بعدما حدث في أبين، حيث مزارع القطن ولا علم لي بأوضاع مزارع القطن في تهامة وبقية المناطق في اليمن، نتمنى أن تقف وسائل الإعلام عند هذا القطاع الإنتاجي ومستقبله وكيف يمكن أن يكون قطاعاً هاماً في رفد ودعم الاقتصاد والوطن.
محاسن الحواتي
عن مصنع الغزل والنسيج بصنعاء 2779