قد يكون مقار سؤال وبالحاح،موضوع "البدون" في الكويت إذ كيف يكون المرء بدون في القرن الواحد والعشرين؟ وماذا يعني "بدون"؟ ولماذا بدون؟ الكلمة لها وقعها النفس في اللغة العربية أي أنه شخص بلا شيء بلا هوية بلا تاريخ بلا أصل بلا فصل بلا وطن أيضاً بلاقانون يحيمه لأن كل القوانين هي ـ للمواطن الذي ليس "بدون"!المواطن الثاني الذي يمتلك الهوية والأوراق الرسمية مأساة إنسانية وتميز غير أخلاقي أو عقلاني، فالله سبحانه وتعالى قال ((لقد كرمنا بني آدم)) والكرامة لا تنتقص إما أن تكون أو لا تكون..
× نحن لسنا أفضل حالاً من دولة الكويت في اعتقادي لأن كل دولة عربيةٍ لديها بدونها الذين تعاملهم بصورة غير إنسانية أو بآخر وإلا لما سكتت الحكومات العربية والمنظمات العربية الكثيرة التي لا هم لها إلا جمع الفلوس والتوقيعات.. ظهر مؤخراً "بدون" يمني في المملكة العربية السعودية وهم من الذين دخلوا تهريباً أو بصورة غير شرعية بدون وثائق أو هويات وآخرين ولدوا في السعودية وتربوا هناك ولم يمنحوا الهوية لا يمنية ولا سعودية لأن آبائهم بلا هوية أو وضعهم في المملكة غير قانون وصنف ثالث أوجدته الظروف هكذا "بدون" لكن كل ما يعرفه عنهم أنه يمني في السعودية بلا هوية، يبلغ عدد "البدون" اليمني مئات آلاف الحالات حسب وزارة شؤون المغتربين هؤلاء البدون الجدد مطلوب تسوية أوضاعهم إذ كيف سينقلون أو يرحلون إلى اليمن دون التحقق من هوياتهم ومن أي المناطق، كما أن ظروف تحولهم إلى "بدون" لا بد أن تعرف وتخضع للدراسة حتى لا تتكرر المأساة وتكبر الظاهرة في دولة أخرى بين أوساط اليمنيين.
× أرى ومن وجهة نظر إنسانية أن قضايا "البدون" في الكويت تجد طريقها للحل وثقتي بالحكومة الكويتية كبيراً وفي آل الصباح الذين يولون اهتماماً خاصاً لكل الفئات وعلى وجه الخصوص ذوى الحالات الاستثنائية.. فهل عدم وجود ما يثبت وجود أسرة في مكان ما في بداية القرن الماضي يعني أنهم لم يكونوا سكاناً أو هذا ليس موطنهم؟ مع الأخذ في الاعتبار أن العرب في تلك الفترة معظمهم رعاة يتنقلون من مكان إلى آخر دون الاعتراف بحدود دولية لاتوجد إلا في كتب الجغرافيا!.
"البدون" في كل مكان يسيء إلى الإنسانية وإلى الدولة التي تدعي الديمقراطية ورعاية حقوق الإنسان.. إذا كان أميركا تمنح الجنسية للذين يحرمون مواطنيهم الجنسية في خمس سنوات.. لاحظ كيف يعاملون وكيف يعاملون؟
× انتقاص كرامة الفرد يا عرب "معيبة " في حقنا كمسلمين وعرب أصحاب حضارة وعدم منحه المواطنة الكاملة والمتساوية لا يعني حرص الدولة على الوطن بل تعني أن هناك خللاً في المنظومة الأخلاقية والقانونية والإنسانية.
/////////
محاسن الحواتي
البدون اليمني 1906