الثورة داخل الجامعة تعني إعادة بناء مؤسسة الجامعة بفعل ثوري،ومن أجل بناء هذه المؤسسة نحتاج إلى حامل اجتماعي يقوم بهذه المهمة،وداخل الجامعة الحامل الاجتماعي هو الاتحادات والنقابات المؤسسية مثل اتحادات الطلاب ونقابة أعضاء هيئة التدريس ونقابة الموظفين،وحتى نستطيع بناء مؤسسة، الجامعة بفعل ثوري لا بد أن نعيد بناء مؤسسات الثورة داخل الجامعة بشكل مؤسسي ومهني،لأنه من الصعب أن نبني مؤسسة الجامعة ونحن غير قادرين أن نتحرك في أطرنا النقابية وفقاً لما ننشده من مؤسسة الجامعة،وهذا ما يضعف النقابات في مؤسسات الدولة في هذه المرحلة والتي منها الجامعة وهو ما يجعل فعلها الثوري مضطرباً وهشاً.
إن الكيانات النقابية تحتاج إلى ثورة داخلية حتى تصل إلى مرحلة النضج الثوري ويكون باستطاعتها قيادة عملية التغيير الحقيقية، بمعنى الانتقال من حال إلى حال،وليس من تغيير أشخاص محل أشخاص،وهذا يعني أننا في مرحلة المطالبة بجامعة حديثة تتناسب وعقلية الثورة والتطلع إلى الدولة الحديثة،فإنه يجب علينا أن نلج إلى هذا التطلع بأدوات ووسائل تتناسب مع قيم ومنطق الدولة الحديثة، وليس استخدام آليات ووسائل ما قبل الثورة والتي ستؤدي بناء إلى إعادة إنتاج الماضي ولكن عبر شخصيات جديدة وممكن أن يكون اسمهم أيضاً "ثوار".
إن واقع ومتطلبات المرحلة تحتاج منا إلى إعادة بناء الهياكل النقابية بمهنية ومؤسساتية، حتى تستطيع أن تتصدر الفعل الثوري من جديد لقيادة عملية التغيير سواء على مستوى الجامعة أو مؤسسات الدولة بشكل عام.
ألفت الدبعي
عمود مرايا الثورة 2601